سورية تعيد فتح الحدود مع العراق لأول مرة منذ 2014

• المعلم: 3 لاءات أميركية منعت الخليج من التطبيع
• تركيا تسقط «مسيّرة» مع انتهاء مهلتها للأكراد

نشر في 01-10-2019
آخر تحديث 01-10-2019 | 00:05
انتشار لقوات الأمن العراقية على المعبر الحدودي مع سورية أمس (أ ف ب)
انتشار لقوات الأمن العراقية على المعبر الحدودي مع سورية أمس (أ ف ب)
في تطور ميداني لافت، أعاد عدد من كبار المسؤولين في سورية والعراق، فتح الحدود المشتركة الممتدة أكثر من 600 كلم عبر منفذ القائم المؤدي إلى معبر البوكمال المغلق منذ سيطرة تنظيم «داعش» عليه وعلى الأراضي المقابلة من الجهتين عام 2014.
بعد خمس سنوات من إغلاقه بسبب الحرب على تنظيم «داعش»، أعادت السلطات السورية والعراقية أمس، فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي بين البلدين للتجارة والأفراد.

وفي حضور وزير الداخلية السوري محمد رحمون ومحافظ دير الزور ومحافظ الأنبار وعدد من كبار المسؤولين، عبرت أمس أولى الشاحنات من هذا المنفذ الذي يعتبر الوحيد اليوم الواقع تحت سيطرة دمشق والسلطات الفدرالية العراقية.

وكان هناك منفذ آخر، وهو معبر التنف في محافظة حمص، ويقابله الوليد من الجانب العراقي، وأغلق بعد تدميره بالكامل جراء المعارك عام 2015 ولايزال مغلقاً حتى الآن بسبب تواجد القوات الأميركية في المنطقة.

ورحب وزير الداخلية السوري بإعادة فتح المعبر، معتبراً ذلك «ثمرة انتصارات شعبيناً على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي».

وإذ اعتبر مصدر في محافظة دير الزور أن افتتاح معبر البوكمال يعد خطوة مهمة لبدء تبادل الزيارات والحركة التجارية ودعم واستقرار المنطقة، قال مدير إعلام هيئة المنافذ الحدودية العراقية علاء الدين القيسي إن رئيسه كاظم العقابي افتتح رسمياً منفذ القائم الحدودي مع سورية أمام حركة التجارة والمسافرين.

معابر مغلقة

أما المعابر الأخرى على طول الحدود العراقية السورية، ومعظمها يقع في مناطق صحراوية وجبلية، فتقع ضمن مناطق سيطرة الأكراد، الذي يتمتعون بحكم ذاتي في العراق وإدارة ذاتية معلنة في سورية، وأهمها معبر اليعربية في محافظة الحسكة، ويقابله معبر ربيعة من الجانب العراقي، وقد أغلق عام 2013 ولايزال مغلقاً حتى الآن بسبب وجود القوات الأميركية والكردية، إضافة إلى معبر سيمالكا على نهر دجلة في ريف محافظة الحسكة، تقابله مدينة فش خابور العراقية، وهو يعتبر المنفذ الوحيد لمناطق شمال شرق سورية مع مناطق كردستان العراق، وهو تحت سيطرة الوحدات الكردية.

وفي 2014، وبعد سيطرته على ما يقارب ثلث مساحة العراق ومساحات شاسعة من سورية، بدأ تنظيم «داعش» رسم حدود «خلافة» أعلنها في ذلك الحين. ورمزياً، أقدم على جرف الحواجز المقامة على الحدود بين سورية والعراق، وفرض نفوذه على تلك الصحراء السهلة الاختراق.

وقضاء القائم، الذي يقع في أقصى غرب محافظة الأنبار الصحراوية العراقية الممتدة إلى تخوم بغداد، كان مدة طويلة منطقة تهريب حيث تسكن عشائر على جانبي الحدود.

لاءات المعلم

من جهة ثانية، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة بالوقوف في وجه المحاولات الخليجية لإعادة العلاقات مع دمشق وعودتها إلى الجامعة العربية.

وأجاب المعلم في مقابلة مع قناة RT الروسية رداً على سؤال حول تطبيع مرتقب مع دول الخليج، «إسأل هذا السؤال لواشنطن، لجيمس جيفري، هو من يضغط عليهم، هو من سارع بالتوجه لمنطقة الخليج ليقول لهم ثلاث لاءات، وهي لا لعودة العلاقات مع سورية، لا للإسهام في إعادة الإعمار، لا لعودة سورية إلى الجامعة العربية».

وقال المعلم، إن «دول الخليج التزمت، ولا أريد أن ألخبط الأجواء ولكنهم التزموا».

ودار حديث عن عودة العلاقات الخليجية وعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، بعد أن افتتحت الإمارات سفارتها في دمشق في 27 من نوفمبر الماضي والتحقت دولة البحرين بها في اليوم التالي.

مهلة إردوغان

ومع انتهاء مهلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للولايات المتحدة أمس للإقدام على خطوات ملموسة حيال المنطقة الآمنة أو مهاجمة حلفائها الأكراد بمنطقة شرق الفرات، أعلنت قواته الجوية أنها أسقطت طائرة مسيرة مجهولة المصدر على الحدود السورية.

ونشرت وزارة الدفاع على «تويتر» أمس: «أسقطت طائرتان من نوع إف 16 طائرة بدون طيار اخترقت أجواءنا ست مرات»، موضحةً أن الطائرتين انطلقتا من قاعدة إنجيرليك الجوية، كما أرفقت التغريدة بصور للطائرة المسيرة. وأكدت الوزارة أن مصدر الطائرة لا يزال مجهولاً، موضحةً أن قوات من الدرك عثرت على حطامها في محافظة كيليس.

في هذه الأثناء اجتمع مجلس الأمن القومي التركي، الذي يضم قياديين سياسيين وعسكريين، أمس، برئاسة إردوغان، لمناقشة موضوع سورية وإنشاء منطقة آمنة بطول 480 كلم وعرض 30 كلم.

وقبل 4 سنوات، باشرت القوات الجوية الفضائية الروسية عملياتها القتالية في سورية، في خطوة غيرت بشكل جذري مسار الأزمة ميدانيا وسياسياً.

جاء قرار التدخل بعد أن أصبح وضع القوات الحكومية السورية بحلول خريف 2015 حرجاً في حربها الدائرة منذ أربعة أعوام ضد مختلف جماعات المعارضة المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

في 30 سبتمبر 2015 أعلن رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف أن الرئيس بشار الأسد توجه إلى روسيا بطلب تقديم مساعدة عسكرية لحكومته، ليطرح الرئيس فلاديمير بوتين على مجلس الاتحاد مشروع قرار يجيز إرسال القوات المسلحة إلى خارج الحدود لتقديم الدعم الجوي للجيش السوري، فصادق المشرّعون الروس على القرار، الذي أطلق العنان في نفس اليوم لتوجيه ضرباتها. وعلى وجه السرعة، تم نشر مجموعة طيران حربي روسية تضم 50 طائرة ومروحية بمطار حميميم.

التدخل الروسي غيّر مسار الأزمة السورية ميدانياً وسياسياً في 4 سنوات
back to top