بن سلمان: الحل السياسي مع إيران هو الأفضل

وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الهجوم على منشأتَي نفط تابعتين لشركة «أرامكو» السعودية منتصف سبتمبر المنصرم، بأنه «عمل حربي»، معتبراً أن الإيرانيين «أثبتوا حماقتهم للعالم» من خلال قيامهم بهذا الهجوم، في وقت أعرب عن أمله ألا يكون الرد على إيران عسكرياً.

وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة»، بثته شبكة «CBS» الإخبارية الأميركية، أمس، شدد بن سلمان على أنه «إذا لم يتخذ العالم إجراء قوياً وحازماً لردع إيران فسنشهد مزيداً من التصعيد يهدد المصالح العالمية، وستتعطل إمدادات النفط، وتقفز أسعاره إلى أرقام عالية لا يمكن تصورها، ولم نشهدها في حياتنا».

وعما إذا كان الرد يجب أن يكون عسكرياً، قال ولي العهد السعودي للمذيعة نورا أودونيل: «أتمنى لا»، مضيفاً أن «الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من العسكري».

وحول التأثير الذي قد تسببه حرب بين السعودية وإيران، ذكر أن «المنطقة تشكل تقريبا 30% من إمدادات الطاقة في العالم، وحوالي 20% من المعابر التجارية العالمية، ونحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي... تخيل توقف هذه الأشياء الثلاثة، هذا يعني انهياراً كاملاً للاقتصاد العالمي لا للسعودية أو دول الشرق الأوسط فقط».

وأشار إلى أن الهجوم على منشأتي «أرامكو» في بقيق وهجرة خريص أصاب «قلب إمدادات الطاقة العالمية، أكثر من إصابته قلب إمدادات الطاقة السعودية، إذ عطل تقريباً 5.5% من احتياجات الولايات المتحدة والصين والعالم كله من الطاقة».

وعن عدم النجاح في منع مثل هذا الهجوم رغم تصدر المملكة قائمة مستوردي الأسلحة، قال بن سلمان إن «السعودية تقريباً بحجم قارة، فهي أكبر من أوروبا الغربية، والتهديدات موجودة من 360 درجة، ويصعب تغطية كل هذا بشكل كامل».

وحول ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى ضرورة الجلوس مع نظيره الإيراني حسن روحاني وصياغة اتفاق جديد، قال بن سلمان: «بلا شك، هذا ما يطلبه الرئيس ترامب، وهذا ما نطلبه جميعاً. ورغم ذلك، فالإيرانيون هم الذين لا يريدون الجلوس على الطاولة».

وعن اليمن، لفت ولي العهد السعودي إلى أن الحل السياسي سيكون أسهل إذا أوقفت إيران دعمها لجماعة أنصار الله الحوثية.

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في مؤتمر صحافي أسبوعي بطهران، أن الرئيس روحاني تسلم رسالة من السعودية عبر قادة بعض الدول.

وكان رئيس الحكومة الباكستانية عمران خان كشف خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قيامه بوساطة مزدوجة بين الرياض وطهران وأيضاً بين واشنطن وطهران، موضحاً أن ولي العهد السعودي طلب منه «التحدث مع طهران»، وأن الرئيس ترامب طلب تدخله.

وقبل أيام، زار رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي السعودية وأعلن أنه أجرى محادثات إيجايية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، في وقت أفادت مصادر نيابية عراقية بأن عبدالمهدي سيتوجه قريباً إلى طهران حاملاً رداً سعودياً على رسالة تهدئة إيرانية.

وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» نُشرت مقتطفات منها أمس، قال عبدالمهدي، إن «السعودية وإيران مستعدتان للتفاوض»، مضيفاً أن «حل أزمة اليمن قد يشكّل مفتاحاً لحل أزمة الخليج».

وإذ لفت إلى أن «دولاً عدة في المنطقة يمكن أن تكون ساحة للحل والمفاوضات، والعراق واحد منها»، شدد عبدالمهدي على ضرورة إبعاد شبح الحرب، معتبراً أن إسرائيل فقط هي من تريد اندلاعها.

وبينما تعهدت إيران بالكشف عن خطتها للتعاون الإقليمي وحماية الملاحة، أكد رئيس الحكومة العراقي أن بلاده «مع أي تحالف لتأمين الخليج، شرط أن يضم جميع الدول الخليجية».