في أحدث خطوة ضمن الجهود التي يبذلها الديمقراطيون لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه، أمر رؤساء لجان التحقيق الديمقراطيون في مجلس النواب رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، بتسليمهم وثائق تتعلّق بقضية أوكرانيا.

وقال النواب الديمقراطيون، في بيان، إنّ جولياني "أقرّ على التلفزيون بأنّه طلب، بصفته المحامي الشخصي للرئيس، من الحكومة الأوكرانية استهداف نائب الرئيس السابق جو بايدن"، على خلفية أنشطته في أوكرانيا، مشيرين إلى أن الرئيس السابق لبلدية نيويورك ملزم بتقديم الوثائق ذات الصلة بحلول 15 الجاري.

Ad

واعترف جولياني بأنه طلب من المسؤولين الأوكرانيين التحقيق في مزاعم الفساد ضد بايدن.

وحذّر رؤساء اللجان النيابية الثلاث، وهي الخارجية والاستخبارات والرقابة على السلطة التنفيذية، جولياني من أنّ "رفضك أو عدم امتثالك لهذا الأمر الزجري سيكون دليلا على إعاقة التحقيق الجاري في مجلس النواب".

وفتح مجلس النواب تحقيقا بشبهة إساءة الرئيس استخدام سلطته خلال مكالمة هاتفية جرت بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي في 25 يوليو، وسيتقرّر بنتيجة هذا التحقيق ما إذا كان المجلس سيصوّت على توجيه اتّهام رسمي للرئيس، وبالتالي ترك مصيره لمجلس الشيوخ الذي يعود إليه أمر إدانة ترامب وعزله أو تبرئته، وبالتالي استمراره في منصبه.

وأضاف رؤساء اللجان النيابية في بيانهم مخاطبين جولياني: "إضافة إلى هذا الاعتراف الخطير، فقد ذكرت أخيرا أن لديك أدلّة على شكل رسائل نصيّة وسجلّات مكالمات هاتفية وغيرها من الاتصالات، على أنّك لم تكن تتصرّف بمفردك، وأنّ مسؤولين آخرين في إدارة ترامب قد يكونوا شاركوا في هذه المؤامرة".

بومبيو متورّط

كما استدعى الديمقراطيون وزير الخارجية مايك بومبيو للإدلاء بشهادته في مجلس النواب، في إطار التحقيق بقضية أوكرانيا.

وأكد مسؤول في "الخارجية" الأميركية وصحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الأول، أن بومبيو كان من بين الحاضرين لدى إجراء ترامب اتصاله الهاتفي مع زيلنسكي.

وأكدت قناة CNN الأميركية تلك المعلومات، ونقلت أمس، عن مصدر، أن بومبيو شارك في المكالمة الهاتفية.

مكالمة جديدة

وفي سياق من التوتر المرتبط بهذه القضية، يبدو أن "لعنة أوكرانيا" تلاحق ترامب، ولكن هذه المرّة من الباب الأسترالي، فقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز، بأن الرئيس الأميركي طلب مساعدة رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، لجمع معلومات تساعد في ضرب مصداقية تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

ويمكن لمكالمات هاتفية أخرى أيضا أن تلاحق الرئيس الأميركي مع تعزيزها شكوك استخدام القوة الدبلوماسية الأميركية لأغراض شخصية.

وأوردت الصحيفة أن ترامب طلب من موريسون أن يساعد وزير العدل الأميركي بيل بار في جمع معلومات بغية فتح تحقيق يهدف إلى ضرب مصداقية تحقيق مولر.

ومنع البيت الأبيض الوصول إلى محضر المكالمة بالطريقة نفسها التي منع بها الوصول إلى محضر المكالمة الأخيرة لترامب مع نظيره الأوكراني.

وفي بيان، أمس، أكد متحدث باسم الحكومة الأسترالية أن كانبيرا "حاضرة دوماً للمساعدة والتعاون في جهود توضيح مواضيع خاضعة للتحقيق"، مضيفا أن "رئيس الوزراء أكد من جديد هذا الموقف في حديث مع الرئيس" الأميركي.

استقالة «جمهوري»

من ناحية أخرى، أعلن مجلس النواب الأميركي أنّ النائب كريس كولينز الذي كان أول برلماني جمهوري يدعم ترامب في سعيه للوصول إلى البيت الأبيض، قدّم استقالته تمهيداً لمحاكمته بتهمة التداول من الداخل.

وقال متحدث باسم رئاسة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون: "لقد تلقّينا خطاب الاستقالة، وأصبحت سارية المفعول" اعتباراً من أمس.

واستقالة كولينز (69 عاماً)، النائب عن إحدى دوائر نيويورك، لن تغيّر موازين القوى في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون منذ يناير 2019.

وكولينز العضو في مجلس النواب منذ 2013 وجّهت إليه رسميا في أغسطس 2018، في غمرة الحملة الانتخابية لتجديد ولايته، تهمتا التداول من الداخل والكذب على الشرطة الفدرالية.

ويتّهم المدّعي العام الفدرالي في مانهاتن، جيفري بيرمان، النائب الجمهوري بإفشاء معلومات سريّة عن شركة "إينيت إيميونوثيرابوتيكس" الأسترالية للتكنولوجيا الحيوية، حصل عليها بصفته عضواً في مجلس إدارتها، بهدف تجنيب ابنه ووالد خطيبة ابنه خسائر مالية ضخمة في سوق الأسهم.

رئيس أركان جديد مقرّب من ترامب

أصبح الجنرال مارك ميلي (61 عاماً) رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش الأميركي وبات المستشار العسكري للرئيس دونالد ترامب.

وأعلن رئيس الأركان الجديد المعروف بصراحته بعد أن أدلى اليمين بحضور ترامب: "يمكنكم أن تثقوا بأنني سأقدم لكم دائماً مشورة عسكرية مطلعة وصريحة وغير منحازة".

ورد ترامب في خطاب لاختتام حفل أداء اليمين في قاعدة عسكرية بولاية فيرجينيا، "إنك صديقي ومستشاري وتستحق هذا المنصب لم أشك في ذلك يوماً".

والجنرال ميلي ضابط لامع تخرج من "جامعة برنستون" وشارك في حربي العراق وأفغانستان.

واختار ترامب في ديسمبر الجنرال ميلي عندما كان رئيس أركان سلاح البر خلفاً للجنرال دانفورد الذي عارض تعيينه جيم ماتيس، وزير الدفاع في حينها وكان يفضل ترشيح رئيس أركان سلاح الجو الجنرال ديفيد غولدشتاين.