«سقط سهوا»... كوميديا سوداء وإسقاطات اجتماعية

عرض مميز في ختام مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية»

نشر في 03-10-2019
آخر تحديث 03-10-2019 | 00:01
مشهد من مسرحية «سقط سهوا»
مشهد من مسرحية «سقط سهوا»
تواصل عرض مسرحية "سقط سهوا"، يومين على مسرح التحرير في كيفان وسط حضور كبير من الجمهور والقائمين على إدارة مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية" وعدد من الفنانين والإعلاميين.

وانطلقت المسرحية مع مشهد لبطل العرض ومخرجه الفنان سامي بلال الذي يقدم دور شاب يسعى للزواج من حبيبته التي تنتظر خطبتهما منذ أشهر ولكن الظروف تحول في كل مرة دون إتمام هذا العرس أو الزيجة لظروف أسرية تتعلق بالعريس.

ويواجه بطل المسرحية مشكلة النزاع الدائم بين والدته وتجسد دورها الفنانة شيرين حجي، ووالده ويجسد دوره الفنان عبدالقدوس إسماعيل واللذين لم تنجح عشرتهما طوال ثلاثة عقود في بثّ الألفة والمودة بينهما، فالأب متسلط عصبي يعنّف زوجته وينتقدها لأتفه الأسباب وربما يمارس هذا العنف والضرب بالأسواق وأمام الناس، وكان نتيجة حتمية لهذه الطباع وقوعه سهواً وعن غير قصد في إطلاق يمين الطلاق على زوجته ثلاث مرات فصارت محرمة عليه شرعاً وانقطعت السبل لعودة الحياة مرة أخرى.

كبسولات مضحكة

وفي إطار كوميدي عززه وجود الجد المسن وجسد دوره الفنان علي كريم، وهو صاحب حضور لافت وخفة ظل، وربما لا يكون مؤثراً في مسار الأحداث على قدر ما أضفى على النص من روح الفكاهة والتدخلات المضحكة والساخرة من واقعنا الذي بات محفوفاً بالعديد من المخاطر الاجتماعية المقلقة، فيدخل الجد ويخرج في لحظات ليلقي بالنكتة أو ليتدخل بشكل غير مباشر بالأحداث فتزداد بهجة العمل وتتحول الكوميديا السوداء والدور الثانوي الذي يؤديه الجد إلى حضور مهم ورئيسي وحالة فنية متناغمة وفكاهية، مما جعل الحضور يترقب بين الحين والآخر الظهور المفاجئ للجد وما يلقيه من كبسولات مضحكة ومركزة.

اللجوء إلى المحلل

وسلط العمل الضوء بقسوة على ظاهرة العنف الأسري ولجوء البعض إلى "المحلل" في محاولة للتحايل على الشرع والقانون والضمير، فيتحول هذا الحل أحياناً إلى مشكلة جديدة يصعب حلها في كل مرة، وهو ما تناولته قصة العمل تحديداً إذ كشفت كيف أن الزوج الجديد استطاع أن يحرر الزوجة المقهورة من عبث وعنف زوجها، لتبدأ حياة أفضل، فيما يواجه طليقها مشاعر الغيرة القاسية على زوجته وأم أولاده التي أصبحت محرمة عليه وحلالاً لزوج آخر استطاع أن يقدم لها واقعاً أفضل، فيلجأ الأب القاسي إلى رد الصاع صاعين فيتزوج هو الآخر ليثير غيرة زوجته السابقة، لكن الأحداث تكشف كيف أن الزوجة الجديدة لم تخضع لعنفه وعصبيته مطالبة بكل الحقوق بل تعدى الأمر إلى ممارسة سطوتها عليه، لينقلب السحر على الساحر وتنعكس الآية وينتصر المظلوم ويقع الظلم فريسة لظلم جديد من نفس النوع ولكنه مضاد له في الاتجاه.

back to top