استضافت الكويت أخيرا مؤتمرا هو الأول من نوعه، ضم عددا من الخبراء الطبيين لمناقشة مرض الصداع النصفي (الشقيقة) والأعباء الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على المجتمع، حيث تم تنظيم الحدث برعاية شركة نوفارتس للأدوية.

وشدد المجتمعون في هذا الحدث الذي أقيم تحت شعار "حان الوقت لمواجهة الصداع النصفي في الكويت" على أن الصداع النصفي هو مرض عصبي شديد، ويتسم بتأثيره العميق والمقيد لقدرة الفرد على القيام بالمهام اليومية على المستويين الشخصي والمهني.

Ad

وركّز الخبراء على رحلة المريض في العلاج ومستجدات المرحلة الجديدة في إدارة هذا المرض، وذلك على ضوء انتشار الصداع النصفي في الكويت وتأثيراته المباشرة على الأنشطة اليومية للمرضى كالتعليم والعمل والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة.

ويعتبر التشخيص الدقيق والعلاجات الوقائية والفعالة للصداع النصفي من الأمور الأساسية لتحسين نوعية الحياة وتوفير التكاليف والأعباء المادية الناتجة عن هذا المرض.

يذكر أن الصداع النصفي لا يؤثر فقط على الحياة الشخصية للمرضى، بل يؤثر أيضاً على الإنتاجية، ويمكن أن يؤثر بشكل مباشر على معيشتهم، علاوة على تأثيره العميق على قدرة الفرد على القيام بالمهام اليومية، الأمر الذي يؤدي بهم إلى المعاناة من الوصم الاجتماعي.

مرض منهك

وفي إطار تعليقه على الحدث، قال استشاري أمراض الأعصاب، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الكويت، رئيس جمعية الأعصاب الكويتية، د. جاسم الهاشل: "في دولة الكويت لا تتوافر البيانات الكافية حول معدل انتشار الصداع النصفي وآثاره السلبية على السكان. وعلى الرغم من أن الصداع النصفي يعد أحد الأمراض المنهكة، غالباً ما يعتقد الأفراد أنه مجرد صداع. فمنظمة الصحة العالمية تصنف نوبات الصداع النصفي كأحد أكثر الحالات المرضية تعقيدا، مشبهة إياها بأمراض مثل الخرف والشلل الرباعي والذهان النشط. فالعديد من الهيئات الحكومية وغير الحكومية، لا يدركون أن قيمة التكاليف المباشرة لإدارة الصداع النصفي التي هي في الواقع أقل مقارنة بالتكاليف غير المباشرة التي يمكن تحقيقها من خلال تقليل الغياب عن العمل، والأيام المدرسية الضائعة، وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية".

وأضاف الهاشل: "تتسم النوبات بإصابة المريض بصداع معتدل أو شديد إضافة إلى الغثيان، كما يعاني الأشخاص حساسية تجاه الضوء والصوت والشعور بالتقيؤ، يمكن أن تحدث هذه النوبات نتيجة للإجهاد أو قلة الطعام والنوم، أو بسبب النظام الغذائي أو التغيرات في الهرمونات.

وعلى الرغم من شدة هذه النوبات وتأثيرها على نوعية الحياة، لا نزال نعاني قلّة الوعي والطرق الفعالة لإدارة هذا المرض، ونؤمن بأن تحسين الوعي العام عن الصداع النصفي عبر وسائل الإعلام يعد العامل الرئيسي للتقليل من التشخيص الخاطئ والوسيلة لضمان نوعية حياة أفضل".

إدارة تأثير المرض

في السياق ذاته، قال اختصاصي طب الأعصاب في مستشفى الأميري د. رائد الروغاني: "إن تسليط الضوء على الرعاية المتخصصة للصداع النصفي أمر مهم، ووفقا لدراسة حديثة، تم تسليط الضوء على ضرورة التعاون الوثيق بين المجتمع الطبي لإدارة تأثير الصداع النصفي على الأنشطة اليومية للأفراد، فتحسين الرعاية الصحية للصداع النصفي وزيادة نسبة الوعي من خلال التعليم الطبي كلها عناصر أساسية.

كما يجب تدريب الكوادر الطبية على التعامل مع نوبات الصداع النصفي، ودقة التشخيص، وطرق العلاج عن طريق الأدوية الفعالة وغير المكلفة".

وفي السياق ذاته، قال المدير الاقليمي لشركة نوفارتس – الخليج العربي محمد عزالدين إن "الصداع النصفي لا يؤثر على من يعانونه فحسب، بل يمتد تأثيره على أصدقائهم وعائلاتهم أيضاً، ونحن قادرون على تحدي الصورة النمطية الشائعة لهذا المرض، ونسعى إلى تغيير الفهم العام لهذه الحالة الطبية من خلال حملات التثقيف والتوعية التي نطلقها".

وأضاف أن شركة نوفارتس تؤكد التزامها الكبير بعلم الأعصاب، وتسعى لتقديم ابتكارات للمرضى الذين يعانون أمراضا في الجهاز العصبي لم يتم إيجاد حلولٍ لها حتى الآن، وذلك من خلال العمل على اكتشاف طرق جديدة لتحسين الرعاية التي يحظون بها.