واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيد حدّة هجومه على التحقيق الذي أطلقه الديمقراطيون في مجلس النواب بهدف عزله، معتبراً إيّاه "انقلاباً".

وقال في تغريدتين، أمس الأول: "لقد توصّلت إلى استنتاج مفاده أن ما يحدث ليس عزلاً، بل هو انقلاب هدفه الاستيلاء على سلطة الناس وتصويتهم وحرياتهم، وعلى التعديل الثاني للدستور وعلى الدين والجيش والجدار الحدودي، وعلى حقوقهم التي وهبها إياهم الله كمواطنين للولايات المتحدة".

Ad

تحذير بومبيو

وحذّرت 3 لجان في مجلس النواب، وزير الخارجية مايك بومبيو من العواقب القانونية لعدم السماح لمسؤولين في وزارته بالإدلاء بشهاداتهم في "الكونغرس" في نطاق التحقيق حول ما بات يعرف بقضية أوكرانيا.

وقال رؤساء لجان الاستخبارات آدم شيف والشؤون الخارجية إليوت إنغل ومراقبة السلطة التنفيذية إيلايجا كامينغز إن بومبيو "كان حسب التقارير حاضراً عندما ضغط ترامب على الرئيس الأوكراني لتشويه سمعة خصمه السياسي".

وأضافوا أن على بومبيو "التوقف فوراً عن ترهيب شهود وزارته من أجل حماية نفسه والرئيس".

وتابعوا أن "أي جهد لترهيب الشهود، بمن فيهم موظفو الخارجية، أو منعهم من التحدّث إلى الكونغرس، سيكون مخالفاً للقانون، وسيشكّل دليلاً على عرقلة التحقيق" الرامي إلى عزل الرئيس.

وكان بومبيو قد رفض طلب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب شهادة موظفين في "الخارجية" في نطاق التحقيق حول ما بات يعرف بـ "قضية أوكرانيا".

وكتب في رسالة وجّهها إلى "الكونغرس" أنّ طلب مثول هؤلاء الدبلوماسيين "لا يمكن أن يُفهم إلا على أنه محاولة ترهيب وإساءة إلى مهنيين متميّزين في وزارة الخارجية".

وكان عميل في الاستخبارات قد تقدّم بشكوى بشأن مكالمة هاتفية جرت في 25 يوليو بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

ودفعت هذه الشكوى بالديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب إلى فتح تحقيق في 25 سبتمبر بشبهة إساءة الرئيس استخدام سلطته، وسيتقرّر بنتيجة هذا التحقيق ما إذا كان المجلس سيصوّت على توجيه اتّهام رسمي للرئيس، وبالتالي ترك مصيره لمجلس الشيوخ الذي يعود إليه أمر إدانة ترامب وعزله أو تبرئته، وبالتالي استمراره في منصبه.

وخلال المكالمة الهاتفية طلب ترامب من زيلنسكي فتح تحقيق يطول هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي يعتبر المرشّح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ومواجهة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020.

بوتين

وفي موسكو، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عن ترامب، قائلا: "لا أرى شيئا مسيئا في المحادثة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".

أستراليا

ومع تصاعد المخاوف في أستراليا من احتمال أن يكون رئيس الوزراء سكوت موريسون قد حاول مساعدة ترامب في تشويه سمعة خصوم سياسيين، قلّل موريسون، أمس، من أهمية مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي ووصفها بـ "المقتضبة والعادية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أوردت الاثنين أنّ ترامب طلب من موريسون تزويده بمعلومات بهدف ضرب مصداقية التحقيق الذي كان المحقق الخاص روبرت مولر يجريه بشأن تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال موريسون إن ترامب طلب منه فقط أن يقيم "نقطة اتصال" داخل الحكومة الأسترالية من أجل تحقيق يأمل الرئيس الأميركي منه أن يكذب تقارير بأن روسيا ساعدت حملته الانتخابية عام 2016.

وأضاف أنه كان من دواعي "سروره" أن يلبّي طلب ترامب على أساس أن سفير بلاده إلى الولايات المتحدة جو هوكي، سبق أن قدّم مساعدة لأستراليا بالتحقيق في مايو.

في المقابل، طالب زعيم المعارضة أنطوني ألبانيز بنشر المعلومات التي سلّمتها كانبيرا إلى واشنطن في هذا الصدد.

وقال: "ينبغي على رئيس الوزراء توضيح ما حدث بالضبط. عليه نشر أي محضر ومعلومة بحوزته بهذا الشأن"، مؤكدا أن "المسألة غير عادية بتاتا".

روما

وفي روما، أكدت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، أمس، أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي سمح بعقد لقاءات بين وزير العدل الأميركي بيل بار، ورئيس الاستخبارات الإيطالية الجنرال جينارو فيكشيوني، في إطار جهود ترامب ضرب مصداقية تحقيق مولر.

وأكدت "كورييري ديلا سيرا" أن بار وصل إلى روما في أغسطس، بهدف جمع عناصر متعلقة بتحقيق مولر، وعاد إليها الجمعة الماضي ليلتقي الجنرال فيكشيوني، قبل وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأول، إلى روما.

وأشارت إلى أن بار طلب خصوصاً من الاستخبارات الإيطالية توفير أكبر عدد ممكن من المعلومات حول جوزف ميفسود، وهو أستاذ جامعي مالطي يدرّس في روما، ويشتبه الأميركيون بأنه جاسوس لمصلحة الإيطاليين أو البريطانيين.

وتعهّد ميفسود للمستشار السابق لحملة ترامب جورج بابادوبولوس بأن يؤمّن له معلومات تضر بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال حملة انتخابات عام 2016.