«المكان الذي أسمّيه الوطن»... تخطيط وحوار واندماج
المعرض يرسّخ 120 عاماً من العلاقات الكويتية - البريطانية
أقيم معرض "المكان الذي أسميه الوطن"، للمجلس الثقافي البريطاني، احتفالاً بمرور 120 عاماً، من الصداقة بين الكويت وبريطانيا، وبتعاون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودار الآثار الإسلامية، مع المركز الثقافي البريطاني في إقامة المعرض.
افتتح المجلس الثقافي البريطاني ومعرض "فوتو غاليري"، بالشراكة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشروع ومعرض التصوير الفوتوغرافي بعنوان "المكان الذي أسميه الوطن" في دار الآثار الإسلامية- المركز الأمريكاني الثقافي، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، والسفير البريطاني مايكل دافنبورت، وكان في استقبالهما المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني مايكل غوردون. وحضر الافتتاح أكثر من 120 شخصا، منهم الفنانون محمد الكوح، وسارة العبيدلي، ومشاعل الحجازي، ومي المعتز، وجيليان روبرتسون، ويستمر المعرض حتى 21 الجاري.
الوجدان الكويتي
وتحدث العبدالجليل عن أهمية هذه المناسبة، وقيمتها في الوجدان الكويتي، والتي تعبّر عن صلابة وقوة العلاقة التي تجمع البلدين الصديقين الكويت والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن الكويت تسعى دائما لاحتضان المواهب الشابة لا المحلية فقط، بل الكثير من الوافدين الذين لهم رغبة في صقل قدراتهم الفنية والثقافية، مؤكدا أن ذلك يميز الكويت وشعبها المضياف، الذي يتفاعل مع كل شعوب العالم.وأشار إلى العلاقات الكويتية - البريطانية التي امتدت سنوات طويلة في مختلف المجالات وخصوصاً الثقافية، مبينا أن البريطانيين هم الذين خططوا مدينة العاصمة والمدن الكويتية الأخرى، وهو التخطيط الذي لا يزال موجودا حتى يومنا هذا، كما أن لهم أدوارا سياسية مهمة منذ استقلال الكويت وقدّموا الدعم من أجل نهضة الكويت، وبيّن العبدالجليل حب أهل الكويت لبريطانيا التي يزورونها بغية السياحة أو الاستجمام أو العلاج أو الدراسة، وغيرها.وقال: "بريطانيا بلد متقدم تتوافر فيه كل مقومات الحياة الكريمة، مشيدا بالصور الفوتوغرافية التي تضمنها المعرض، والتي تعكس التقدم والأخذ بالتقنيات الحديثة في رصد مفاهيم إنسانية تتعلق بالوطن.جهود مبذولة
من جهته، أشار دافنبورت إلى العلاقات التي تجمع بلده بالكويت، تلك المبنية على الاحترام المتبادل، مشيدا بما احتواه المعرض من أعمال ذات عمق إنساني كبير، ولافتا إلى أن أهمية المعرض تكمن في جمع أعمال المصورين من الكويت ودول الخليج والمملكة المتحدة تحت سقف واحد، ومشيدا بالجهود المبذولة من المجلس الوطني ودار الآثار والمجلس الثقافي البريطاني و"وكالة فوتوغاليري" في تنظيم هذا المعرض.بناء المعرفة
من جانبه، أوضح غوردون أن المعرض يمثّل الفنانين الموهوبين من الخليج والمملكة المتحدة الذين يعملون للوصول إلى هدف المجلس الثقافي البريطاني، وهو بناء المعرفة الودية والتفاهم بين الناس، لاسيما أنه عبر التاريخ، سافر البشر وصنعوا منازلهم في أماكن بعيدة عن المكان الذي ولدوا فيه، ولهذا نحتفل هذا العام بـ 120 عاما من الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة، حيث إن بلدينا صديقان حميمان، كما نعلم جميعا.ومن هذا المنطلق، يأتي هذا المعرض ليدفعنا إلى التفكير في التجارب الشخصية للكويتيين الذين صنعوا منازلهم في المملكة المتحدة، والبريطانيين الذين أقاموا منازلهم في الكويت على مر السنين. ويمثّل المعرض قوة التصوير كشكل من أشكال التعبير الإبداعية، خاصة للشباب الذين أصبحوا على اتصال عالمي أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبح أكثر من 36 مليون شخص في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام، 70 في المئة منهم تتراوح أعمارهم بين 14 و30 سنة.عملية التغيير
من ناحيته، أوضح مدير "فوتو غاليري"، ديفيد دريك، والوكالة الوطنية للتصوير في ويلز" أن المعرض يستكشف عملية التغيير هذه وتأثيرها على الأشخاص، من خلال طرح الأسئلة والاستفسارات عن "الوطن" كمفهوم وليس مجرد مكان مادي. وأضاف: "أريد أن أستوعب هذه التحولات المجتمعية، وأن أتفهمها من أجل ترسيخ وبناء مفهوم حول التاريخ الثقافي القوي والغني الذي يعرّف هوية العالم العربي المعاصر.واحتوى المعرض على أعمال فوتوغرافية احترافية، وذات أبعاد هندسية وفنية ونفسية متعددة، أراد المصورون من خلالها إبراز رؤى تتعلق بالمفهوم الذي يرتكز عليه مغنى الوطن في الوجدان، وما يمثّله من الاستقرار والأمان والمستقبل، إضافة إلى شرح مفصل من خلال الصور عن المكان في أي بقعة في العالم، وكيف له أن يصبح وطناً من خلال ما يتضمنه من أرض وفضاء وناس وموجودات.ثلاثة محاور
ويشتمل المعرض على محاور ثلاثة؛ الأول يتحدث عن وضع المكان وكيفية تحديد التخطيط والتصميم والاعتبارات الثقافية والبيئية والتكنولوجية في منطقة أو مدينة أو حي مجاور، والمحور الثاني يرصد التفاعل وتشجيع الحوار بين الثقافات لتحدي العزلة، والفصل الذاتي داخل الثقافات، في حين تضمن المحور الثالث مفهوم المواطنة الاجتماعية والاندماج والاحترام والتسامح.يذكر أن المعرض مثّله فنانون من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يتبادلون القصص الثقافية والتراثية، وتحدي الصور النمطية التقليدية، واكتشاف الهوايات والقواسم المشتركة والاختلاف بين الفنانين المشاركين.العبدالجليل يشيد بمجلس إدارة «الفنانين التشكيليين»
استقبل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كامل العبدالجليل، في مكتبه، رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول السلمان، والأعضاء، لتهنئته، بمناسبة توليه منصب الأمين العام لـ"الوطني للثقافة".وأكد العبدالجليل دعمه لنشاطات الجمعية، التي وصفها بأنها إحدى منارات الإشعاع والتوهج الفني التشكيلي. وأبدى استعداده للتعاون مع الجمعية، لتنمية الوعي الفني والثقافي، ودعم الشباب المبدعين، شاكرا الجمعية، باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع المدني، بما لها من دور في نشر الثقافة والفنون، وقال إن المجلس الوطني سيتعاون معها في تنفيذ الأنشطة المستقبلية. من جانبه، وصف السلمان، العبدالجليل بأنه أحد أبرز المثقفين، ومن أصحاب الإنجازات الكبيرة التي قدمها سابقا، مشيرا إلى أن الزيارة رسخت قيم التعاون بين الجمعية مع المجلس لإنعاش الاهتمام بالفن التشكيلي وتحديث الرؤى الثقافية المعاصرة.وفي الختام، أهدى سلمان، الرئيس العبدالجليل مجموعة من إصداراته الفنية الحديثة.
دافنبورت أشاد بالعلاقات التي تجمع بلده بالكويت المبنية على الاحترام المتبادل