وسط أنباء عن لجوء الميليشيات الأجنبية المنتشرة في أرياف المحافظة لإنشاء «مقارّ جديدة»، بدأ الجيش السوري مع قوات روسية وإيرانية مناورات عسكرية مشتركة لأول مرة غرب دير الزور، تشمل تحليق الطائرات وإطلاق الصواريخ.

ووفق صحيفة الوطن، أمس، فإن هذه التطورات تترافق مع مؤشرات على قرب الانتهاء من ملف إدلب، وارتفاع سخونة التوتر تدريجياً في مناطق شمال وشمال شرق دير الزور، مع تحريك الجيش الأميركي وقوات سورية الديمقراطية (قسد) أدواتهما هناك، والاعتداء على مقار الجيش السوري والقوات الرديفة في المنطقة.

Ad

وأكدت الصحيفة شبه الحكومية أن «هذه التطورات تترافق مع انتفاضات أهلية ضد قسد والاحتلال الأميركي في معظم مناطق سيطرتها، ويطالب المشاركون فيها بطردهما وعودة سيطرة الدولة السورية».

ونشرت صفحات موالية تسجيلات مصورة تظهر المناورات المشتركة بين سورية وروسيا وإيران غرب نهر الفرات ستستمر عدة أيام، وتشمل تحليق الطائرات وإطلاق الصواريخ في مناطق محدودة بريف دير الزور الغربي.

إلى ذلك، كشفت مصادر من داخل قاعدة التنف لـ «العربية. نت» عن استراتيجية جديدة للميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية و«حزب الله» اللبناني في مناطق عدّة تخضع لسيطرتهم بالقرب من الحدود، مبينة أنها لجأت لإنشاء «مقارّ جديدة» في أرياف دير الزور بعد الغارات الأخيرة على مواقعها وتدمير مجمع تستخدمه كمستودعٍ للذخيرة وغرفة عمليات ميدانية.

وأفات المصادر بأن «هذه المقار التي باشرت الميليشيات ببنائها، ستُستخدم بديلا عما دمرته الغارات الجوية قبل أيام»، مشيرة إلى أن «معظم الأراضي السورية القريبة من الحدود مع العراق، تُستخدم معابر غير شرعية لتسهيل مرور الأسلحة والمقاتلين من قبل هذه الميليشيات منذ سنوات، وتُستخدم أيضاً لمرور المخدرات ومواد أخرى للمقربين منها».

وشددت المصادر على أن «الطائرات الأميركية تراقب المنطقة باستمرار، وقد يكون هناك ترتيبات جديدة، حيث يجهز الأميركيون مزيداً من المقاتلين بالتنف وتدريبهم»، مرجحا أنهم «قد يستهدفون» من القاعدة المزيد من مقارّ الميليشيات في البوكمال.

وفي حين أعلن «الكرملين» مراقبة الوضع عن كثب بعد تلويح تركيا بالتحرك بمفردها لإقامة المنطقة الآمنة، نفت وزارة الدفاع الروسية تجربتها منظومة S500 في سورية، مؤكدة أنه ليست هناك حاجة إلى اختبار واستخدام هذه الأنظمة الواعدة المصممة للتعامل مع الأهداف البالستية والديناميكية على مسافات بعيدة جداً.

وأوضحت أن «نظام الدفاع الجوي في طرطوس وحميميم تم نشره على عدة مستويات وارتفاعات، لتوفير غطاء جوي يمكن الاعتماد عليه، باستخدام أحدث الأنظمة من صواريخ S400 وبانتسير إس وتو إم 2 ومقاتلات سو 35 إس».

بدوره، شدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على الرغبة في الحفاظ على الوجود العسكري في حميميم وطرطوس، محذرا من أن العمل الذي ينتظر الجميع مستقبلاً «أصعب بكثير» مما سبق.

وأكد لافروف وجود «بارقة تفكير سليم» في التعامل مع واشنطن والدول الغربية بسورية، مبينا «أنهم ولو على مضض، رحّبوا بتشكيل لجنة الدستور وتحديد قواعدها وإجراءاتها».

وأمل لافروف أن تتحلى الأمم المتحدة بعدم التحيز في مساعدتها اللجنة، مشيرا إلى أن أن ثلاثي أستانة (روسيا وتركيا وإيران)، لن يقف مكتوف اليدين، وسيبذل قصارى جهده لمنع أي تدخّل خارجي في المفاوضات.

ومع تظاهر الآلاف من أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في الرقة وحلب ودير الزور أمام قاعدة التحالف الدولي في قرية خراب عشق احتجاجاً على الاستبعاد من كتابة الدستور، أكد مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن، أمس، صعوبة التكهن بمسار عمل اللجنة الدستورية المقرر انطلاقه نهاية الشهر الجاري في جنيف، مؤكداً أنها لن تحل المشكلة ولا يدعي أحد ذلك، لكنّها ستكون عاملاً يسهّل بناء الثقة ويقلل اختلاف وجهات النظر بين الأطراف المعنية.