الكويت تدعو لتحقيق إستدامة الأمن في افريقيا

نشر في 03-10-2019 | 10:29
آخر تحديث 03-10-2019 | 10:29
السفير منصور العتيبي
السفير منصور العتيبي
دعت الكويت إلى تضافر الجهود الدولية المتعددة الأطراف وتعاون المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية لوضع الحلول لضمان تحقيق واستدامة السلم والأمن في القارة الأفريقية.

جاء ذلك في كلمة الكويت خلال جلسة مجلس الأمن التي ألقاها المندوب الدائم السفير منصور العتيبي مساء أمس الأربعاء في إطار بند «السلم والأمن في أفريقيا» بعنوان «تعبئة الشباب بغية اسكات البنادق 2020».

ولفت العتيبي إلى أهمية المقاربات والاستراتيجيات الخاصة لمواجهة التهديدات الأمنية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الفاعلة لضمان تحقيق واستدامة السلم والأمن في القارة الإفريقية.

وأضاف «أن مبادرة (تعبئة الشباب بغية اسكات البنادق 2020) جاءت لتحقيق هدفنا الذي نتطلع إلى تحقيقه وهو رؤية أفريقيا بلا حروب في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً «أن هذا الهدف يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الأفريقية 2063».

وأعرب العتيبي عن استعداد الكويت للشراكة والتعاون ودعم جهود كافة دول القارة الأفريقية لتخطي هذه العقبات وتجاوز التحديات، لافتاً إلى قرار مجلس الأمن 2457 الذي اعتمده في فبراير الماضي والذي جاء ليدعم هذا الهدف.

وذكر أن تجاهل احتياجات وطموحات شريحة الشباب التي تبلغ حوالي 20 بالمئة من سكان أفريقيا والاستمرار في وصد الأبواب أمامهم وتهميشهم قد يؤدي إلى استقطابهم إلى دوائر الفكر المتطرف والمتعصب ويسهل من انخراطهم في صفوف المقاتلين الإرهابيين أو الانضمام إلى العصابات الاجرامية.

ولفت العتيبي إلى أن 600 مليون شاب يعيشون في بؤر صراع بناء ًعلى الاحصائيات الصادرة من الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة التصدي لهذا الامر بالصورة المناسبة من خلال الاهتمام بهم واحتوائهم وسماع أصواتهم مباشرة عبر الحوارات والمنتديات المعنية بالشباب.

وأوضح أن الحروب والصراعات التي طال أمدها في القارة الأفريقية ويتسم بعضها بخصائص مستمدة من الهويات الطائفية أو الدينية أو العرقية ساهمت بشكل رئيسي في عملية تجنيد الأطفال واجبارهم على رفع السلاح والمشاركة في القتال خاطفين بذلك أحلامهم وبراءتهم.

وأكد العتيبي أهمية تسليط الضوء على هذه الظاهرة ومعالجتها ومكافحتها بشكل فعال مع ضرورة انتشال الأطفال من بؤر الصراع وإعادة تأهيلهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم وإعادة ادماجهم في المجتمع.

ولفت إلى أن شعار القمة الأفريقية الحالية «اللاجئون والعائدون والمشردون داخلياً نحو حلول دائمة للتشرد القسري في أفريقيا» خير دليل على ما تعانيه القارة الأفريقية جراء الحروب وعدم الاستقرار خلال عقود طويلة.

وأضاف أن تلك الحالة أسفرت عن تنامي ظاهرتي اللجوء والتشرد الداخلي لاسيما النزوح من أماكن النزاع إلى المناطق الضعيفة الأخرى والتي تعاني من حالة عدم الاستقرار.

وأفاد العتيبي بأن عدد اللاجئين داخلياً فاق الـ 24 مليون نازح ومشرد مما شكل عبئاً اقتصادياً وأمنياً وبيئياً أكبر على هذه المناطق ما أدى إلى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وأكد أهمية تسوية هذه النزاعات وارساء الاستقرار والسلم والأمن بغية التخلص من هاتين الظاهرتين اللتين طالما شكلتا تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وتابع العتيبي قائلاً «لما كان الإرهاب أحد أهم التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية وحيث أثبتت التقارير والاحصاءات أن عدد الشباب والفتيات المنخرطين في صفوف هذه الجماعات الإرهابية يشكلون نسبة كبيرة لا يستهان بها فقد كان لزاماً الوقوف ومعالجة الأسباب الجذرية لتفشي هذه الظاهرة والقضاء عليها».

ودعا إلى اذكاء الوعي والتثقيف ونشر السلام وروح التسامح واحترام الاختلافات بين الشعوب الأفريقية مؤكداً الحاجة إلى نهج محدد وشمولي لمنع الارهاب ومكافحته.

وقال «ليس بوسعنا أن نغفل تداعيات الفقر والبطالة لكونهما عاملين وظرفين مواتيين لانتشار الإرهاب والتطرف العنيف في أفريقيا فالفقر والتهميش والعوامل الأخرى تدفع الأفراد والمجتمعات المحلية إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية إما من منطلق الايمان الايديولوجي وإما الرغبة في تحقيق مكاسب مادية».

وأكد العتيبي أهمية إدراج بند الشباب والسلم والأمن في كل الاجتماعات والمؤتمرات وعلى جميع المستويات مشجعاً على زيادة الاهتمام بهذا الموضوع مؤخراً لدى البعض من المنظمات الإقليمية كجائزة الشاب النموذج التي تشرف عليها جامعة الدول العربية.

وأشاد بالعديد من المبادرات التي تعنى بالشباب كإصدار الميثاق الأفريقي للشباب لعام 2006 بالإضافة إلى إعلان يوم الأول من نوفمبر يوم الشباب الأفريقي متطلعاً لانطلاق مبادرة خطة عمل شباب أفريقيا لعام 2019-2020.

وشدد العتيبي على أهمية إعطاء فرصة للشباب من خلال تقلدهم مناصب قيادية وصنع القرار وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2250.

back to top