سلمى سالم: رغم زخم الإنتاج الدرامي فإن الجيد كان قليلاً

● ابتعدتِ عن أدوار الشر هذا العام، ما سر تغير بوصلة اختياراتك؟

- أرى أن الأدوار التي جسدتها هذا العام هي التي اختارتني لا العكس، سواء في مسلسل "أنا عندي نص" للفنانة القديرة سعاد عبدالله أو مسلسل "إفراج مشروط" مع الفنان القدير سعد الفرج ونخبة من الفنانين.

● لنقف قليلاً عند "أنا عندي نص"، ماذا عن كواليس مشاركتك في العمل؟

- هو العمل الثاني الذي يجمعني مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، وهي التي اختارتني للعمل إذ هاتفتني وقالت لي: "سلمى أريدك أن تجسدي هذه الشخصية التي رأيتك فيها"، منذ كان الكاتب حمد الرومي يسطّر أحداث العمل، وكان بالفعل الدور جديداً عليّ، شخصية هادئة مثقفة تحب الاطلاع تتحدث وهي تقف على أرضية صلبة حتى في خلافها مع زوجها بسبب غيرته من ثقافتها.

شخصية عواطف

● وماذا عن "إفراج مشروط"؟

- قرأت النص في أكتوبر الماضي، أي قبل بدء تصوير العمل بخمسة أشهر، وكانت الشخصية المفترض أن أجسدها مختلفة عن تلك التي ظهرت بها، لكنني فوجئت باتصال من المخرج عيسى ذياب يطلب فيه مني أن أجسد دور عواطف، وتأكيده أن الشخصية مكتوبة لي وتناسب إمكاناتي، تلك السيدة الراقية الواثقة من نفسها، التي تمر بمراحل زمنية، وبالفعل تصديت لدور عواطف ووفقت فيها وحقق العمل نجاحاً كبيراً عند عرضه.

ربكة للمشاهد

● أغلب المسلسلات هذا العام دارات أحداثها في فترات زمنية سابقة، كيف وجدت الأمر؟

- لم أحبّ هذا التكرار، خصوصاً أن أغلب تلك الأعمال عرضت خلال شهر رمضان مما يسبب ربكة للمشاهد، ومع الأسف مواقع التواصل الاجتماعي لم تترك مساحة من الخصوصية للفنان أو لمشاريعه المستقبلية، لذلك أصبح أي عمل فني عرضة لكشف جانب من أحداثه حتى قبل بدء التصوير، لذلك تتسرب بعض الأفكار ما يسبب هذا التشابه.

التاريخ المعاصر

● لكن الجمهور تفاعل كثيراً من تلك النوعية من الأعمال؟

- بالفعل لأن الجمهور يميل إلى التاريخ المعاصر بصورة أكبر من الأعمال الحديثة، ربما لأن تلك الأعمال تثير بداخله الحنين لذكريات وماضٍ جميل خصوصاً حقبة السبعينيات والثمانينيات.

● كيف وجدت زخم الإنتاج الدرامي هذا العام؟

- كم كبير من المسلسلات، لكن مع الأسف الجيد قليل، مع تشابه أغلب الأعمال، هذا على صعيد الخليج، بينما الدراما العربية في أغلبها متشابهة أيضاً وتضرب على وتر المشاعر والأحاسيس، فضلاً عن ارتفاع سقف الجرأة بصورة غير مقبولة، لاسيما في الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي، ورأيي هذا من موقعي كمشاهدة ليس كفنانة.

● هل أنت راضية عما قدمت من مسلسلات؟

- الفنان دائم البحث عن الأفضل، ولا يصل إلى مرحلة الرضا أبداً بل ويحاسب نفسه بعد مشاهدة العمل وينتقد ذاته ليستفز ملكاته ويخرج أفضل ما لديه مستقبلاً.

تدخل الرقابة

● لمَ تواجه الدراما الخليجية اتهامات بأنها منفصلة عن الواقع؟

- لا أعتقد ذلك، لأن المشكلات التي تعرضها الدراما موجودة في كل مجتمعاتنا العربية لا الخليجية فقط، مثل عقوق الوالدين أو قاطعي صلة الرحم، والخلافات بين الأشقاء، وما إلى ذلك، لكن هذا لا يمنع أن هناك بعض المشاهد الجريئة التي تتطلب تدخل الرقابة.

«التنمر»

● وما الموضوعات التي تتطلب معالجتها درامياً؟

- هناك عدد من القضايا التي يجب التركيز عليها في أعمالنا، منها "التنمر"،لاسيما ما يحدث بين الأطفال في المدارس لدرجة قد تسبب أزمة نفسية لبعض الأطفال كذلك "الإرهاب"، وما يتعرض له شبابنا من غسل أدمغة، وأعتقد أن تلك الموضوعات تحتاج إلى أن نركز عليها خصوصاً أن الشباب هم مفتاح المستقبل وعلينا أن نحصنهم من هذه الأمراض.

● متى نراك في أعمال كوميدية؟

- إذا ما وجدت النص المناسب فلن أتردد في خوض التجربة خصوصاً أنني سبق أن التقيت الفنان طارق العلي بحلقة كوميدية واعتمدنا على الارتجال وكانت بالفعل تجربة مميزة وأتمنى تكرارها.

● ما جديدك الفترة المقبلة؟

- أنتظر عرض مسلسل "مساحات خالية" للمنتج منقذ السريع، الذي تولى تأليفه الكاتب الأردني علي الفريج وأخرجه محمود الدوايمة، ويشارك في بطولته نخبة من الفنانين، كما أدرس مجموعة من العروض الفنية على أن أختار المناسب منها الفترة المقبلة.