أفاد رئيس منظمة استخبارات "الحرس الثوري" الإيراني حسين طائب أمس، بإحباط محاولة لاغتيال قائد "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الخارجية بـ"الحرس الثوري" اللواء قاسم سليماني، والقبض على أفراد المجموعة المكلفة بالعملية.

وقال طائب، في تصريحات أمس، إن تلك المحاولة "نتاج تنسيق بين أجهزة عربية وإسرائيلية"، وكان هدفها تفجير نفق تحت الحسينية، التي يملكها والد سليماني في مدينة كرمان وسط إيران أثناء وجود اللواء البارز فيها.

Ad

ولم يدل المسؤول الرفيع، الذي كان يتحدث أمام حشد من أعضاء "الحرس"، بأي تفاصيل عن المعتقلين، لكنه وصفهم بـ"المرتبطين بأجهزة أمنية عبرية وعربية".

وأوضح أن فريق الاغتيال انتقل إلى دولة مجاورة لتلقي التدريبات. وتابع: "وصل فريق إرهابي تابع وموظف من قبل أجهزة أجنبية إلى البلاد، خلال احتفال الفاطمية، في فبراير، واشترى مكاناً قرب الحسينية المسماة باسم والد سليماني".

وأضاف: "لقد أعدوا ما بين 350 إلى 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وحاولوا حفر أنفاق تحت الحسينية لتفجيرها، خلال زيارة سليماني".

وأفاد تقرير لوكالة "تسنيم" للأنباء، أن ثلاثة أفراد اعتقلوا على خلفية تلك المحاولة، قبل مراسم عاشوراء، التي جرت في التاسع والعاشر من سبتمبر الماضي.

وبرز قائد "فيلق القدس"، الذي كان يعيش خلف ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران خصوصاً بعد انخراطه في دعم نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية.

وجعلت نجاحات الفيلق من سليماني شخصية محورية في مد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الذي واجهت الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل صعوبات في احتوائه.

نافذة زمنية

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أنّ نافذة زمنية من شهر واحد لا تزال مفتوحة، حتى 6 نوفمبر، للبدء بمباحثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي والأمن في الشرق الأوسط.

وقال الوزير الفرنسي أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، مساء أمس الأول: "نعتبر أنّ المبادرات الفرنسية التي لم تفضِ إلى نتيجة حالياً، لا تزال مطروحة على الطاولة".

وتابع: "يتعيّن في الوقت الراهن على إيران وعلى الولايات المتحدة اغتنامها في وقت محدود نسبياً لأنّ طهران أعلنت أنّها ستتخذ تدابير جديدة لخفض التزاماتها في اتفاق فيينا في بداية نوفمبر المقبل، ومن شأن هذه التدابير أن تفضي إلى مرحلة توترات وتصعيد جديدين".

وشدد لودريان على أنّه يجب "الاستفادة من المساحة السياسية الموجودة لمحاولة التقدّم".

ولم ينجح مسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جمع نظيريه الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 23 و24 الشهر الماضي، لكن روحاني أكد قبل ساعات من تصريحات لودريان أن خطة ماكرون لبدء محادثات مقبولة بشكل كبير داخل إيران.

وكشف تقرير أميركي أن الخطة تضمن 4 بنود تلتزم إيران بموجبها بالامتناع عن السعي لحيازة أسلحة ذرية والمساهمة في تحقيق الأمن في المنطقة مقابل رفع واشنطن العقوبات عنها والسماح لها ببيع نفطها.

تحذير روسي

في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من إمكان خروج الوضع عن السيطرة في سورية، في حال استمرت إسرائيل في ضرباتها الجوية ضدها، في إشارة إلى استهداف الدولة العبرية ما تقول إنه محاولة إيرانية للتموضع بالبلد العربي.

ورأى لافروف أن تطورات الأحداث في منطقة الخليج وصلت إلى مرحلة خطيرة تنذر بمواجهة عسكرية. وقال: "الوضع المتفجر في المنطقة هو إلى حد كبير نتيجة لسياسة واشنطن غير المسؤولة، التي رفضت الامتثال لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي تمت الموافقة عليها بموجب قرار مجلس الأمن 2231".

إلى ذلك، كشف عضو رئاسة البرلمان الإيراني، أكبر رنجبر زاده، أمس، عن قرار للبرلمان يفضي إلى فرض قيود على سفر نواب المجلس إلى الخارج، وخفض درجات رحلات الطيران الخاصة بهم إلى درجة الاقتصادي.

وقال رنجبر عقب جلسة البرلمان: "لقد اتُخذ قرار في جلسة اليوم بأن تكون الزيارات الخارجية لنواب البرلمان وفق الحد الأدنى وللحاجة القصوى". واعتبر زاده أن القرار يأتي في إطار خفض تكاليف البرلمان.