أولاً وأخيراً: ترامب جانٍ أم مجني عليه؟
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
وخاض ترامب على مدار السنوات الثلاث الماضية العديد من المعارك الشرسة داخل أميركا وخارجها، وأطلق عشرات التصريحات التي وصف بعضها بأنها تسيء إلى الولايات المتحدة، وتهدد أمنها القومي، لكنه لم يكترث، ومضى قدماً في توجهاته وسياساته التي رسمها لنفسه، ولم يغير من نهجه حتى في ظل الأزمة العاصفة التي حدثت له واتهامه بالاستعانة بالروس للفوز بالانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦، وتم تهديده بالعزل من منصبه، فقبل التحدي واستطاع أن يعبر هذه التجربة الصعبة بأقل الخسائر، وتمت تبرئة ساحته بعد مشوار طويل من التحقيقات والاستقالات والاستماع إلى شهادات من كبار المسؤولين في إدارته.ومنذ أيام قليلة يواجه ترامب معركة وصفها بأنها أم المعارك، وأشبه بالحرب على خلفية المكالمة الهاتفية المسربة له مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي قيل إنه طلب فيها التحقيق في نشاطات هانتر نجل خصمه السياسي جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الديمقراطي الأبرز للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إن هانتر عضو في مجلس إدارة مجموعة أوكرانية لإنتاج الغاز كانت متهمة بالفساد، واستغل الديمقراطيون ذلك وسارعوا في البدء بإجراءات عزل ترامب باعتبار ما حدث مخالفة دستورية، وتقويضاً للأمن القومي الأميركي، ورغم أن المراقبين يؤكدون أن خصوم ترامب لن ينجحوا في هذه القضية لإزاحته عن المشهد السياسي، حيث إن قرار عزل رئيس الولايات المتحدة يتوقف عند عتبة مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ولكن يبدو أن هذه المرة العاصفة قوية على ترامب، وستؤثر على شعبيته وحظه في المنافسة على الفوز بفترة رئاسية ثانية، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأميركية التي ستقام العام المقبل، ويبدو أن ترامب سيشرب من الكأس نفسها التي أذاقها لمنافسته هيلاري كلينتون. وعلينا أن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام والشهور المقبلة، هل ستنتهي حكاية هذا الملياردير العصامي الذي وصل إلى كرسي رئاسة أقوى دولة في العالم أم سيواصل مغامراته وسيطيح بكل خصومة؟