في وقت يتكثّف التحقيق الرامي لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصدر النواب الديمقراطيون مذكّرة استدعاء رسمية تلزم البيت الأبيض تسليمهم وثائق تتعلق باتهام ترامب بالضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لتقديم خدمات سياسية تساعده في انتخابات 2020 الرئاسية، مقابل منح كييف مساعدات عسكرية، بينما أظهرت استطلاعات الرأي أن ترامب ليس وحده الذي يتكبّد خسائر على خلفية «فضيحة أوكرانيا»، بل إنها تضر أيضا بمواقع منافسه المحتمل في الانتخابات المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وأفاد رؤساء لجان الشؤون الخارجية والاستخبارات والرقابة والإصلاح بمجلس النواب الديمقراطيون آدم شيف وإيليوت أنغل واليجاه كمنغس في بيان، أن «البيت الأبيض رفض التعاون، أو حتّى الردّ على طلبات متعدّدة مِن لجاننا، لتسليم وثائق بشكل طوعيّ». وأضافوا أنّ أفعال ترامب «لم تترك لنا خياراً سوى إصدار هذه المذكّرة»، وطلبت أن يتم تسليم الوثائق المذكورة بحلول 18 أكتوبر.

Ad

وصدرت المذكّرة بعدما طلبت اللجان في وقت سابق من نائب الرئيس مايك بنس تسليم الوثائق.

في المقابل، لم يسلّم وزير الخارجية مايك بومبيو وثائق على صلة بأوكرانيا ضمن المهلة النهائية، أمس الأول، التي حددتها مذكّرة أخرى.

إلا أن بومبيو قال من اليونان، أمس، إن وزارته "بعثت برد مبدئي على طلب قدمه الكونغرس للحصول على الوثائق. وسنفعل بوضوح جميع الأشياء المطلوبة منا بموجب القانون".

وفي هذه الأثناء، دعّمت سلسلة رسائل نصّية بين دبلوماسيين أميركيين يتعاملون مع أوكرانيا نشرها محققون في الكونغرس اتّهامات الديمقراطيين لترامب.

وسلم الدبلوماسي كورت فولكر هذه الوثائق إلى اللجان البرلمانية، التي تحقق في الشبهات حول ممارسة ترامب ضغوطا على الرئيس الأوكراني.

وكان كورت فولكر حتى الأسبوع الماضي الممثل الأميركي الخاص للمفاوضات مع أوكرانيا، لكنه استقال فور أن استدعاه الكونغرس إلى جلسة استماع عقدت الخميس الماضي بشكل مغلق واستمرت ثماني ساعات، ضمن التحقيقات الجارية في سياق آلية العزل بحق ترامب.

ونوّهت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى احتمال ورود معلومات جديدة بشأن «فضيحة أوكرانيا» من «مبلّغ ثان» محتمل يمتلك معلومات مباشرة أكثر من المُبلّغ الأول، الذي كشف الفضيحة قبل أسبوعين. وأضافت أن المفتّش العام لأجهزة الاستخبارات مايكل أتكينسون استمع لأقوال المبلّغ الثاني للتثبّت من صحة رواية المبلّغ الأصلي. واستجوب الديمقراطيون أتكينسون. وقال شيف إن شهادة أتكينسون تقدم تبريراً إضافيا لقراره اعتبار شكوى المبلّغ بأنها عاجلة وذات مصداقية.

ووصف ترامب، عبر «تويتر»، آدم شيف الذي دعا مراراً لمحاكمته بتهمة الخيانة بـ«الجرو المريض».

وأصر على أنه لم يعرض مقايضة على أوكرانيا، متهماً بايدن ونجله هانتر بـ «نهب» البلدان الأجنبية.

وقال ترامب: «لقد عرفت بايدن على مدار سنوات، هو ليس الشخص الأكثر ذكاء، لقد انتشله الرئيس السابق باراك أوباما من كومة نفايات».

وردّ بايدن، خلال تجمع انتخابي في لوس أنجلس بوصف ترامب بـ«المعتوه والرئيس الأكثر فساداً الذي مرّ علينا في تاريخنا الحديث».

وأعلن المرشح الجمهوري السابق للرئاسة ميت رومني، الذي انتخب في مجلس الشيوخ بغالبية كبيرة عام 2018 «إن دعوة الرئيس المعيبة وغير المسبوقة للصين وأوكرانيا من أجل أن تحققا بشأن جو بايدن خاطئ ومروع». الى ذلك، أظهرت استطلاعات للرأي أجراها موقع Real Clear Politics أن مستوى دعم بايدن، في سباق 2020، انخفض أوائل أكتوبر إلى أدنى مستوى له تقريبا، أي 26.2 في المئة، مقارنة مع 30.3 في المئة عند انطلاقة حملته الانتخابية داخل حزبه في أبريل، و41.4 في المئة على ذروتها في مايو.

جاء ذلك بالتزامن مع الارتفاع الملموس في شعبية منافسته الرئيسية السناتور إليزابيث وارن التي تتمتع حاليا بدعم نحو 24 في المئة من المستطلعين، بينما حل في المرتبة الثالثة السناتور بيرني ساندرز المعروف بمواقفه اليساريّة المتشدّدة بـ 16.8 في المئة. وغادر ساندرز، أمس الأول، المستشفى، في وقت أكد الاطباء أنّه كان تعرّض لأزمة قلبية في بداية الاسبوع.

وينوي ساندرز المشاركة في المناظرة الديمقراطية التلفزيونية المقبلة التي ستجمع 12 مرشّحاً في 15 أكتوبر الحالي في إحدى جامعات ولاية أوهايو.

على صعيد آخر، أمر ترامب بخفض عدد موظفي مجلس الأمن القومي بشكل كبير.

ووصف البعض تلك الخطوة كجزء من جهود البيت الأبيض لجعل ذراعه في السياسة الخارجية أكثر مرونة، تحت جناح مستشار الأمن القومي الجديد روبرت أوبراين.

في غضون ذلك، أصدر ترامب قرارا بتعليق دخول المهاجرين الذين يشكلون عبئا ماليا على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، ابتداء من 3 نوفمبر المقبل.