كرة ثلج "التذمر" النقابي من عدم إنصاف القطاعات المعنية بتعميم مصرف لبنان تتضخم بازدياد، من جراء عدم حل أزمتها مع الدولار، وعادت إلى التلويح بالتصعيد، فنقابة أصحاب المحطات وأصحاب الصهاريج وموزعي المحروقات قررت الإضراب غدا الاثنين، ما لم تسفر الاتصالات الجارية عن حلول ترضي العاملين في القطاع.

من جانبه، شكا رئيس اتحاد نقابات المخابز والأفران كاظم إبراهيم من "الأوضاع الاقتصادية، لاسيما الوضع النقدي الذي اثر سلبا على عمل المخابز والأفران، وبات صعبا على أصحاب هذه المؤسسات تسديد المستحقات المترتبة عليها بالدولار الأميركي، بسبب فقدان هذه العملة من الاسواق".

Ad

في غضون ذلك، يستعد رئيس الحكومة سعد الحريري للانطلاق في جولة جديدة غدا من الامارات، حيث يشارك في 8 و9 الجاري في منتدى الاستثمارات العربية، الذي يعقد في أبوظبي.

وتشكل الزيارة مناسبة يجري خلالها اتصالات مع المسؤولين الاماراتيين والمشاركين في المنتدى، لحثهم على دعم لبنان والوقوف الى جانبه في محنته الاقتصادية، وتاليا استمرار الالتزام بوعودهم والتزاماتهم التي قطعوها في مؤتمر "سيدر".

وفي أجندة الحريري الخارجية ايضا، محطة في المانيا في النصف الثاني من اكتوبر قبل انعقاد الهيئة الاستراتيجية المشرفة على مراقبة تنفيذ مشاريع "سيدر" وتمويلها، والتي تناهز 12 مليار دولار، على أن يتوج جولة اتصالاته بالخارج في الاجتماع الاول للجنة العليا اللبنانية - السعودية بالمملكة، في النصف الثاني من الشهر الجاري، الذي ينصرف المسؤولون اللبنانيون الى تحضير الملفات الخاصة به.

وتشير المصادر إلى "إمكان التوقيع على ما يقارب 20 اتفاقية بين البلدين، تتناول مختلف القطاعات"، مشيرة الى قرارات مهمة قد تصدر عنه من شأنها دعم الاقتصاد اللبناني، لاسيما دعوة القطاع الخاص والشركات السعودية للاستثمار في لبنان عبر مشاريع سيدر.

وأكدت أن "التواصل اللبناني - السعودي مستمر بين الرئيس الحريري والحكومة السعودية، لكنه يبقى بعيدا من الاضواء"، مبينة أن "الحريري بعدما أنهى محادثاته في باريس الاسبوع الفائت أجرى اتصالا بوزير المال السعودي محمد الجدعان لشكره على إعلانه بأن المملكة تجري محادثات مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي".

ولم تستبعد المصادر ان "تعمد بعض الدول الخليجية الى إعلان ودائع ستضعها في المصرف المركزي، لإنقاذ لبنان من انهيار قد تدفع اليه بعض القوى الإقليمية لوضع اليد على البلد".

في موازاة ذلك، سجل أمس الأول حدث سياسي، مع اجتماع الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، على وقع التشنج الذي أصاب العلاقة بين التيارين "الأزرق" و"البرتقالي" في الايام الماضية.

وحسب مصادر مقربة من باسيل، "يأتي لقاء الاخير ‏مع رئيس الحكومة‏ في طليعة سلسلة من الاتصالات ‏يجريها رئيس تكتل لبنان القوي، لتزخيم العمل الحكومي‏ بهدف إنجاز موازنة عام 2020 على الأسس الإصلاحية المطلوبة و‏وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ".

واضافت: "بادر الوزير باسيل ‏منذ عودته من جولته الأميركية والأوروبية إلى التواصل مع أكثر من طرف، وعقد اجتماعات عدة، و‏استكمال مشاوراته لتشمل جميع مكونات الحكومة".

وتابعت: "أما اللقاء مع الرئيس الحريري فكان مثمرا وبناء، والجو أكثر من ممتاز، وتخلله تبادل الأفكار للدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح، والعمل على تحقيق إيجابيات في المرحلة المقبلة".