لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد حسابات تستخدم للتعبير عن الرأي أو الانتقاد أو الإعلان لما هو جديد إنما أصبحت وجهة رئيسية مهمة لنواب مجلس الأمة والوزراء يتخذون منها الخط الإعلامي الذي يتحكمون فيه من خلال كلمات السر الشخصية، ويردون على الناخبين ويعلّقون من خلالها على القضايا المحلية أو الإقليمية في أي وقت يرونه.

"تويتر" و"سناب شات" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، أصبحت من أشهر وسائل التواصل التي يعتمد عليها النواب بشكل كبير في ترويج أنفسهم وقضاياهم وما يطرحون، ابتداء من رئيس مجلس الأمة الى جميع النواب تقريبا، الذين تتنوع حساباتهم بين مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والأمر لا يتعلق بالنواب فحسب، بل حتى الوزراء باتوا يعتمدون على هذه الوسائل، وخاصة "تويتر" للإعلان عن إنجازاتهم وإصدار بياناتهم الرسمية كل في المجال الذي يعنيه.

Ad

النواب هم أكثر من يتداولون هذه الوسائل بشكل شبه يومي، وربما في اليوم أكثر من تغريدة أو "سناب" أو "بوست إنستغرام" يبثونها على هذه الوسائل، الى جانب ما يطرح في وسائل الإعلام، الذي يُقص ويوضع أيضا في حساباتهم لإطلاع المتابعين عليه.

ولا شك أنه عند التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي قبل انتهاء العطلة البرلمانية الثالثة والاتجاه إلى دور الانعقاد الأخير نجدها باتت هذه الفترة حبلى بأطروحات نواب الأمة، كل في مجاله بشكل خاص.

فهذا النائب يطرح اقتراحا برغبة نحو مقترح يمسّ شريحة كبيرة من المواطنين، وهذا يتقدم باقتراح مثير، يتحدث عن الآداب العامة والذوق العام، وآخر يهدد بالاستجواب من خلال حسابه في "تويتر"، ونائب آخر يعتمد على "يوتيوب"، وأيضا هناك من يفتح كاميرا البث المباشر لتلقي أسئلة المتابعين أو النظر في مقترحاتهم بعيدا عن الديوانية.

وهناك من النواب من يؤكد أن ما يخصه هو ما ينشر من خلال حسابه في التواصل الاجتماعي، وغيرها لا يعتمد.

قضايا كثيرة يطرحها نواب الأمة من خلال حساباتهم بالتواصل الاجتماعي خلال فترة ما قبل دور الانعقاد الأخير، أهمها الأوضاع الإقليمية والقروض والاستبدال والتقاعد المبكر والأسئلة البرلمانية المتعلقة بالخدمات الحكومية كالصحة والتعليم والنفط والإسكان، فضلا عن أن التهديد بالمساءلات السياسية، هو السلاح الذي يستخدمه نواب كثيرون في "تويتر".

50 نائباً

50 نائبا بمن فيهم (المحلل) وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، لديهم حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر" تتنوع قضاياهم على حسب توجهاتهم وقضايا الشارع وما يطلبه المتابعون والناخبون ويردون على الانتقادات التي توجّه اليهم، فضلا عن الترويج لبرامجهم ومشاريعهم ومقترحاتهم التي يطرحونها في ساحة البرلمان.

وبمسح سريع على "تويتر"، نجد أن هناك نوابا ينشطون في التعامل مع هذه الوسيلة بشكل يومي، يتمثلون في رياض العدساني ومحمد الدلال وأحمد الفضل وأسامة الشاهين وشعيب المويزري وصالح عاشور وصفاء الهاشم وخالد الشطي وثامر السويط وعادل الدمخي وعبدالوهاب البابطين وعمر الطبطبائي ويوسف الفضالة والحميدي السبيعي وراكان النصف ومحمد هايف وغيرهم.

فمثلا العدساني يرفع شعار الاستجواب بشكل دائم، وأبرز من لوّح باستجوابهم رئيس الوزراء ووزيرا الداخلية والمالية، كما أنه يتحدث بلغة الأرقام عند طرحه الميزانية والحسابات الختامية.

الحميدي السبيعي يتجه الى استجواب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل من بوابة حرمان المرأة الكويتية من المساعدات الاجتماعية، أما محمد هايف فيهدد وزير المالية على خلفية الاستجواب، ويتجه للقضايا الإنسانية والمقترحات ذات الطبيعة الدينية.

النائب ماجد المطيري طرح مقترحا أثار جدلا واسعا يتعلق بالذوق العام والآداب العامة من خلال حظر التجول بالبيجامة، وصفاء الهاشم تناصر المرأة وتتوعد وزير الشؤون بالمساءلة السياسية، وتقف مع التكويت وضد التوسع في تعيين الوافدين، ومع الإبقاء على الاستبدال وضد الأمثال، والدلال يركز على التعليم، في حين أن السويط والدمخي والمرداس والشاهين وغيرهم من النواب يركزون على قضية العفو عن المحكومين بقضية دخول المجلس.

وزراء

الوزراء أيضا لهم نصيب من وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتمدون عليها كثيرا، سواء بالبروتوكولات والتهاني والتعازي، فضلا عن الترويج لأنشطتهم، وأكثر الوزراء تعاملا هم نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، ووزيرة الإسكان والأشغال جنان بوشهري، ووزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان، ووزير النفط والكهرباء خالد الفاضل، حيث دائما ما يركز الوزير الصالح على بيانات مجلس الوزراء وما يبرز وجه الكويت الرسمي، أما الوزيرة بوشهري فتضع المواطنين بالصورة الدائمة حول تطور المشاريع الإسكانية والطلبات، في حين يتجه الوزير الروضان للتركيز على المشاريع التجارية والتنموية والمشاريع الصغيرة، في حين يتحدث الفاضل عن الطاقة وأسعار النفط وسبل تطوير هذا القطاع.

شخصية وإعلامية

لم تعد منصات التواصل الاجتماعي للترفيه أو الإعلان فقط، إنما باتت تقود الرأي العام، وخاصة الناخبين في الكويت، من خلال اتخاذ النواب لها وسيلة شخصية وإعلامية يعتمدون عليها في الترويج لأنفسهم وقضاياهم، بل إن بعضهم يسعى الى أن يكون موجودا باستمرار في هذا الفضاء الرحب الذي لا تحده حدود ولا تقيده قيود، في وقت يسعى النواب إلى التكامل السياسي والإعلامي من محطتهم الإخبارية الأولى والشخصية من خلال هذه المنصات التي باتت وجهة العالم أجمع، ليس بذلك فحسب، بل إن بعض النواب بات ينافس مشاهير الـ "سوشيال ميديا" بكثرة ظهوره وترويجه لبرامجه وأنشطته.

العدساني: اسألوني

النائب رياض العدساني دائما ما يطلب من المتابعين عبر حسابه في «تويتر» توجيه الأسئلة الخاصة بهم اليه قبل عقده المؤتمرات الصحافية في مجلس الأمة، حيث يتواصل مع المتابعين للإجابة عن استفساراتهم.

«فانز» صفاء

تحظى صفاء الهاشم بمتابعين كثر (فانز) عبر «إنستغرام» الذي تخصصه لعرض كل أنشطتها ليس السياسية أو النيابية فحسب، بل حتى الاجتماعية.

«لايف» الروضان

الوزير خالد الروضان كان الأول من النواب والوزراء الذي تواصل مع المواطنين في بث مباشر من خلال «إنستغرام»، وكان ذلك في الأيام الأولى لتوليه الحقيبة الوزارية، حيث حرص على مناقشة بعض المطالب والقضايا، خاصة الشباب والمشاريع الصغيرة.

الفضل... فكر غير

أحمد الفضل رفع من قناة يوتيوب شعار «فكر غير»، حيث يتخذ من هذه القناة سلاحه الإعلامي بشكل مستمر، ويبث وجهة نظره وتصريحاته أو تعليقاته على القضايا من خلال هذه القناة.

وزراء «تويتر»

من أكثر الوزراء استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا «تويتر»، نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، ووزيرة الإسكان وزيرة الأشغال جنان بوشهري، ووزير الكهرباء وزير النفط خالد الفاضل، ووزير التجارة خالد الروضان، ووزير الإعلام محمد الجبري، ووزير البلدية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فهد الشعلة.

«سناب» الشاهين

أسامة الشاهين يركز على «سناب شات» الى جانب «تويتر» في بث حي لمتابعيه وناخبيه، ويرد على استفساراتهم ويعلن عن القضايا.

«ريتويت» الصالح

في الوقت الذي يقوم الوزير أنس الصالح بإصدار بيانات مجلس الوزراء والتصريحات الرسمية الصادرة عن الحكومة في حسابه الشخصي عبر «تويتر» يقوم في الوقت نفسه بعمل «ريتويت» لوزراء الحكومة الناشطين في «تويتر».