جونسون يتحدّى الملكة لتقيله
دعا أوروبا للقفز لمنتصف الطريق عشية مفاوضات «بريكست»
بينما يستأنف مسؤولو الاتحاد الاوروبي وبريطانيا اليوم، محادثات صعبة حول «بريكست»، بعدما اعتبرت بروكسل عرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتجنب خروج من الاتحاد الاوروبي بدون اتفاق في 31 الجاري، «غير كاف»، نقلت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن مساعدين رفيعي المستوى في الحكومة البريطانية، أن جونسون على استعداد لتحدي الملكة إليزالبيث الثانية لكي تقيله، بدلاً من أن يتقدم باستقالته.وقال هؤلاء المساعدون إن جونسون لن يتنحى إذا رفض الاتحاد الأوروبي مقترحاته، وحتى إذا أعلن أعضاء برلمان المملكة المتحدة عدم ثقتهم بحكومته، واتفقوا على اختيار رئيس وزراء انتقالي ليحل محله.وأضافت الصحيفة أن «الفشل في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضع المملكة المتحدة على مسار مواجهة دستورية، قليلا ما حدثت في السابق: فقد وعد جونسون بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في 31 الجاري، سواء نجحت المحادثات أم لم تنجح، في حين أن البرلمان قد أصدر بالفعل تشريعا يمنع خروج المملكة المتحدة من التكتل الأوروبي من دون اتفاق».
وقال أحد الأعضاء رفيعي المستوى في حزب المحافظين: «لن يغادر رئيس الوزراء مقره ما لم تحضر الشرطة إلى أبوابه ومعها أمر بإلقاء القبض عليه». وأوضحت الصحيفة أن آخر مرة أقال فيها ملك بريطانيا رئيس وزراء من منصبه كانت في عام 1834. الى ذلك، كتب جونسون في مقال نشرته صحيفتا «ذا صن أون صنداي» و«صنداي اكسبرس» الشعبيتان المؤيدتان لـ «بريكست»، أمس، أن «الطريقة التي أرى بها الأمر هي أن المقترحات التي نُشرت هذا الأسبوع، تمثلنا نحن في المملكة المتحدة، نقفز إلى الجزيرة في منتصف النهر».وأضاف: «إذا غادرنا باتفاق، نحتاج من الاتحاد الأوروبي إلى القفز من جانبه والانضمام إلينا هناك، مما يظهر استعدادنا لإبرام اتفاق يمكن أن يدعمه البرلمان البريطاني».ورفض كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي مقترحات جونسون وحضّوه على تقديم توضيحات عدة مع ترتيبات للحدود الأيرلندية بعد خروج بريطانيا من التكتل التي مازالت النقطة الشائكة الرئيسية. وذكر جونسون أن الناخبين البريطانيين «يريدون المضي قدما في بريكست».وأضاف: «لذلك أقول لأصدقائنا الأوروبيين: اغتنموا الفرصة التي يقدمها مقترحنا الجديد»، وحضّ بروكسل «على الانضمام إلى لندن في طاولة المفاوضات بروح من المرونة والتعاون».من ناحيته، قال ستيفن باركلى، وزير شؤون «بريكست»، الذي من المقرر أن يُجري محادثات صعبة في بروكسل اليوم، إن الجانبين «يقتربان من لحظة الحقيقة».وكتب باركلي في صحيفة «صنداي تيلغراف»: «تحتاج المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التفاوض بشأن توجه جديد لقضية الحدود الأيرلندية. أو يجب أن نغادر من دون اتفاق». وأضاف أن «اتفاقنا مازال قابلا للتنفيذ، لكن فقط إذا عمل الاتحاد الأوروبي معنا».في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص بعد ظهر أمس الأول، في ادنبره بأسكتلندا للمطالبة باستقلال هذه المقاطعة البريطانية قبل أقل من شهر من موعد «بريكست»، في حين تتزايد الدعوات لإجراء تصويت جديد حول الانفصال عن بريطانيا.وتعتزم رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورغن تنظيم استفتاء ثان حول هذا الموضوع بحلول عام 2021.