تحذير أميركي ــــ إيراني لتركيا من التوغل في سورية

● اشتباكات محدودة وتحليق ورصد حركة نزوح
● ظريف يقترح التوسط بين دمشق وأنقرة

نشر في 07-10-2019
آخر تحديث 07-10-2019 | 00:04
سوريون بسوق باب سريجة في دمشق القديمة أمس الأول (إي بي إيه)
سوريون بسوق باب سريجة في دمشق القديمة أمس الأول (إي بي إيه)
وسط تزايد المخاوف من اندلاع حرب جديدة متعددة الأطراف في سورية، وجهت طهران وواشنطن تحذيرات منفصلة إلى أنقرة من محاولة التوغل شرق الفرات، في وقت ألقى الأكراد بثقلهم للدفاع عن مناطق سيطرتهم.
مع تأكيد إيران، أمس، أن نشر قوات الرئيس السوري بشار الأسد على المناطق الحدودية هو السبيل الوحيدة لحل الأزمة مع الأكراد، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التهديدات التركية الرامية إلى شن عملية عسكرية شرق الفرات ستقوض المصلحة المشتركة المتمثلة باتفاق المنطقة الآمنة، والقضاء على تنظيم داعش.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» شون روبرتسون، لقناة «الحرة» أمس الأول، إن «واشنطن تعمل عن كثب مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تركيا من أجل التنفيذ السريع للآلية الأمنية، وفي الوقت المحدد، أو قبل الموعد المحدد، في العديد من المجالات، وسوف نستمر في تنفيذ الخطة بمراحل محددة وبطريقة منسقة وتعاونية».

وتزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى حدود سورية شملت تسع شاحنات محملة بعربات مدرعة وحافلة محملة بالجنود، قال وزير خارجية إيران محمد ظريف إن إجراءات تركيا «ضد أمن حدود وسيادة سورية لن تحقق أياً من أهدافها»، مؤكداً أن طهران أبلغت أنقرة أن «السبيل الوحيدة للحفاظ على أمنها هو تفعيل اتفاق أضنة ونشر القوات السورية على الحدود وفي مناطق الأكراد».

وحذر ظريف من أن واشنطن «تسعى لاستغلال الأكراد لتحقيق مصالحها، وطهران تتعاون مع حكومة كردستان العراق والحكومة السورية وجميع الجماعات الكردية لحل المشاكل الحدودية بين تركيا وسورية، وذلك عن طريق التنسيق العسكري ومن دون التسبب في أي مشاكل للأكراد والعرب».

وأعلن ظريف استعداد إيران للتعاون مع الحكومتين السورية والتركية لحل المشاكل العالقة بينهما بناء على القوانين الدولية، مشيراً إلى عقد العديد من الاجتماعات بحضور العراق وسورية بشأن بناء تركيا السدود على نهري دجلة والفرات.

حشد كردي

وبعد إصدار الرئيس رجب طيب إردوغان أوامره للجيش بالتحرك شرق الفرات، أرسلت الوحدات الكردية ليل السبت ــــ الأحد تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته على الحدود مع تركيا، في حين حلقت طائرات أميركية في سماء المنطقة.

ونقلت وكالة «الأناضول»، عن مصادر محلية، أن رتلين مكونين من 100 عربة عسكرية كردية توجها إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين، موضحة أن الأول انطلق من قاعدة الجلبية شمالي الرقة، وهي واحدة من أكبر القواعد الأميركية في سورية، والثاني من مدينتي الحسكة والقامشلي.

وأشارت المصادر إلى أن الرتلين ضما عناصر من المقاتلين العرب جنّدتهم الوحدات إجبارياً للقتال في صفوفها، مبينة أن الرتل كان يحمل أسلحة متوسطة وقناصة وطواقم صناعة المتفجرات، وعربات محملة برشاشات ثقيلة.

وأوضحت أن الطائرات الأميركية حلّقت في أجواء مدينة تل أبيض، مشيرة إلى أن مدينة رأس العين شهدت حركة نزوح باتجاه الريف الجنوبي نتيجة التخوف من بدء عملية تركية مفاجئة.

تسلل وتدخل

وبعد تهديد قوات سورية الديمقراطية (قسد) بخوض حرب شاملة للدفاع عن مناطق سيطرتها، أكدت «الأناضول» تصدي الفصائل الموالية لأنقرة لمحاولة تسلل نفذتها الوحدات الكردية من مدينة تل رفعت إلى مدينة أعزاز، مشيرةً إلى فشل محاولة اقتحام خطوط الجبهة بمنطقة كفر خاشر، إثر اشتباكات لم تسفر عن سقوط قتلى أو مصابين.

وفي وقت سابق، طالبت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان، «المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان»، كما حثت «الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سورية، بما فيها التحالف الدولي»، الداعم لها، «على اتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي».

وأكدت أن تهديدات إردوغان المستمرة «خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها»، منددة بصدورها رغم «التزامنا بكل بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة، وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد».

دمشق تتسلم آليات ومعدات روسية لتعويض النقص في وزارة الأشغال
back to top