قبل أسبوع من إجراء الجولة الثانية بالانتخابات الرئاسية، أدلى التونسيون بأصواتهم في «انتخابات تشريعية»، أمس، لاختيار 217 عضواً في البرلمان من بين نحو 16 ألف مرشح.

واتسم الإقبال على التصويت، في ثالث انتخابات تشريعية بعد إطاحة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، بالضعف والبرودة.

Ad

ولم تتعد نسبة التصويت في أكثر من 4500 مركز اقتراع موزعة على مستوى البلاد حتى ظهر أمس 10 في المئة ممن يحق لهم الانتخاب وعددهم نحو 7 ملايين تونسي.

وبدأ التونسيون المقيمون في الخارج التصويت الجمعة الماضي، وانتهى تصويتهم أمس. وبلغت نسبة التصويت بالخارج حتى أمس %7.

وأعربت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن أملها ارتفاع نسبة المشاركة عن انتخابات الدور الأول للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 15 سبتمبر الماضي، والتي ناهزت 45 في المئة، لكن تقارير تحدثت عن عزوف الشباب وارتفاع نسبة مشاركة النساء.

ودعا الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد الإدلاء بصوته في مدينة سوسة كل التونسيين للقيام بواجبهم الانتخابي «رغم الظروف الصحية والحالة النفسية التي يمرون بها».

وفي وقت لم يتضح بعد تأثير الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة على الانتخابات التشريعية يترقب متابعون المنافسة بين حزب «النهضة» الإسلامي ومنافسيه، وخاصة «قلب تونس» بزعامة قطب الإعلام نبيل القروي، الذي ينافس في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الأحد المقبل أستاذ القانون الدستوري المستقل قيس سعيّد.

وغداة شن القروي هجوماً لاذعاً على «النهضة» واتهامه لها بالتحكم في مؤسسات الدولة واتخاذ رئيس الوزراء يوسف الشاهد وحزبه «تحيا تونس» كواجهة وأداة لتنفيذ مخططتها، اعتبر رئيس «النهضة» ومرشحها على رأس قائمة «تونس 1»، راشد الغنوشي، أن ترشح رؤساء الأحزاب على رأس قوائمهم في الانتخابات البرلمانية، بات أمراً واجباً.

وقال الغنوشي، عقب إدلائه بصوته بمركز في مدينة بن عروب جنوب العاصمة تونس: «تم ترذيل البرلمان وسلطت عليه الثورة المضادة حملات متتالية لتتفيهه، ولذلك وجب على رؤساء الأحزاب أن يتجهوا إلى هذا البرلمان، ليعطوا رسالة بأنه يمثل مركز السلطة، ومركز السيادة، وأنه يصنع القوانين والسياسات وتُعتَمد الحكومات فيه وتُسقَط».

وتابع: «نريد أن نبعث رسالة بأنه ها هنا في مجلس النواب السلطة، وأن الحكومة نفسها تنبثق منه، والرئاسة التونسية هي إلى حد كبير رئاسة رمزية».

ويأتي الترقب للمنافسة بين «النهضة» و«قلب وتونس» بعد تفتت حزب «نداء تونس» صاحب الأغلبية البرلمانية في الانتخابات الماضية وانحسار فرص رئيس الحكومة رئيس حركة «تحيا تونس» المنشق عنها يوسف الشاهد الذي حل خامساً بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.