العراق: «غزوة فضائيات»... وتعديل وزاري وشيك

عاش العراق ليل السبت - الأحد أحداثا صاخبة، بدأت بالتظاهرات التي خرجت مساء أمس الأول، وسقط فيها 18 قتيلا على الأقل في مدن عدة، وانتهت بـ"الغزوة" التي قام بها مسلحون ملثمون مجهولون، واستهدفت عدة وسائل إعلام عربية ومحلية كانت تغطي التظاهرات.

وأعلنت قناة "العربية الحدث" السعودية تعرض مكتبها في شارع أبونؤاس بمنطقة الكرادة، وسط بغداد، لاعتداء من مسلحين ملثمين، وأفادت بوقوع إصابات خطيرة في صفوف العاملين بها بسبب الهجوم الذي اوقف عمل القناة.

وأعلنت "قناة دجلة" التلفزيونية العراقية أن مسلحين اقتحموا مقرها وأضرموا فيه النيران واعتدوا على الإعلاميين وطردوهم من القناة، كما أعلنت قناة "ان آر تي عربية" ان مسلحين دخلوا مبناها وأوقفوا ترددات البث، وكذلك "قناة الاهوار" في مدينة الناصرية جنوب بغداد.

واقتحم ملثمون مقر موقع "ناس نيوز" العراقي المحلي واقفوا العمل فيه، وتعرضت "قناة الفرات" الفضائية العراقية، التابعة لتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، أمس، لهجوم صاروخي مجهول، مما أدى إلى إصابة أحد العاملين بجروح.

وعود

وغداة إقرار حكومته خطة إصلاحية مؤلفة من 17 بندا، جدد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، أمس، أن الحكومة تلتزم بتقديم الفاسدين للقضاء، لافتا إلى أنه كانت هناك مقترحات لتقديم حزمة من إصلاحات تشريعية ومالية وأخرى إدارية، "وسنبحث دعم المشاريع وتخصيص قروض للمشاريع الصغيرة وفتح التطوع للجيش".

وكان عبدالمهدي أعلن مجموعة قرارات خلال الجلسة الطارئة للحكومة التي ترأسها مساء أمس الأول، واتخذ فيها حزمة من القرارات استجابة لمطالب المتظاهرين والمواطنين، أبرزها فتح باب التقديم على الأراضي السكنية لذوي الدخل المحدود، واستكمال توزيع قطع سكنية للمستحقين.

كما تضمنت قرارات الجلسة الاستثنائية تعزيز رصيد صندوق الإسكان لزيادة المقترضين وإعفائهم من الفوائد، فضلاً عن منح 150 ألف شخص ممن لا يملكون القدرة على العمل منحاً شهرية قدرها 175 الف دينار (150 دولارا) لكل شخص ولمدة ثلاثة أشهر، وإنشاء مجمعات تسويقية حديثة أو ما يعرف بالأكشاك في بغداد وغيرها من المحافظات، لتوفير فرص العمل للشباب.

تعديل وزاري

ورغم دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية واسعة ويسيطر على كتلة كبيرة في البرلمان، إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، كشف مصدر مسؤول، لقناة "السومرية نيوز"، أن خطة عبدالمهدي الشاملة لمواجهة الازمة تتضمن "تعديلاً وزارياً واسعاً في الحكومة، وتشكيل محكمة عليا بصلاحيات واسعة متخصصة في قضايا الفساد وإعادة التحقيق بكل قضايا الفساد السابقة الموجودة أو المقدمة إلى مجلس القضاء الأعلى".

وأشار المصدر الى أن "عبدالمهدي غير مسؤول عن مخلفات الحكومات الخمس الماضية، ولا يجب تحميلها له من قبل الشارع أو الكتل السياسية".

حيتان كبيرة

وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، قال في لقاء تلفزيوني، بث في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد، إنه سيتم النظر في تعديل وزاري إذا طلب رئيس الوزراء ذلك.

وأضاف الحلبوسي: "إذا لم يتم تنفيذ مطالب المتظاهرين فسأنزل معهم للشارع"، مشيرا الى أنه يجب وضع "الحيتان الكبيرة" من الفاسدين في السجون.

الفتح

من ناحيته، دعا "تحالف الفتح"، بزعامة هادي العامري، أمس، الرئاسات الثلاث إلى الانفتاح الإيجابي على اللجنة التي اقترحتها المرجعية الدينية العليا.

وذكر التحالف، الذي يضم الفصائل التي تعد مقربة من طهران، "اننا في تحالف الفتح نتعهد، وبالتعاون مع الكتل السياسية الأخرى، ببذل كل الجهود لتشريع القوانين اللازمة لإنجاح عمل اللجنة وتنفيذ برامجها".

وكان وكيل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافي، اكد خلال خطبة الجمعة الماضية، أنه سبق أن اقترحت المرجعية تشكيل لجنة من أسماء معروفة من خارج السلطة لتحديد خطوات مكافحة الفساد.

محافظ بغداد

في الأثناء، قرر مجلس محافظة بغداد أمس قبول استقالة محافظ بغداد فلاح الجزائري من منصبه.

وقال رئيس مجلس المحافظة رياض العضاض إن "مجلس محافظة بغداد صوت على قبول استقالة المحافظ فلاح الجزائري، وفتح باب الترشح للمنصب مدة خمسة أيام".

وكان الجزائري، الذي ينتمي الى حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، شغل منصب محافظ بغداد نهاية العام الماضي.