الخليج يرفض مبادرة إسرائيل لتوقيع اتفاقيات «عدم الاعتداء»
وزيران خليجيان تلقياها مباشرة... والكويت رفضت تسلُّمها ولو عبر وسيط
علمت «الجريدة» من مصادر رفيعة، أن المبادرة الإسرائيلية لتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع الدول العربية الخليجية، والتي كشف عنها وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس، لقيت رداً سلبياً من الدول الخليجية التي عُرِضت عليها، في وقت رفضت الكويت تسلُّم هذه المبادرة ولو عبر وسيط. وكان الوزير الإسرائيلي اكتفى، بتأكيد صحة تقرير بهذا الشأن نشرته «القناة 12» العبرية، مقراً في تغريدة على «تويتر»: بأنه «في الآونة الأخيرة قدمت، بدعم من الولايات المتحدة، مبادرة سياسية لتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الخليج».ووصف كاتس تلك المبادرة بأنها «خطوة تاريخية ستضع حداً للنزاع وستتيح إطلاق التعاون المدني بين الطرفين، ما لم يتم توقيع اتفاقات سلام بينهما»، مشيراً إلى أنه أطلع بعض وزراء الخارجية العرب ومبعوث الإدارة الأميركية الخاص إلى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، على هذه المبادرة أثناء زيارته الأخيرة لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبينما كان كاتس أعلن، خلال وجوده في نيويورك وقتئذ، أنه التقى وزير خارجية إحدى الدول العربية دون أن يفصح عن هويته، علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن الوزير الإسرائيلي التقى بالفعل وزيري خارجية دولتين خليجيتين، تحتفظ إسرائيل بنوع من الاتصالات معهما، وعرض عليهما، كل على حدة، تلك المبادرة، لكنه سمع من كليهما تحفظاً شديداً حولها، معتبرَين أنها تفتقر إلى الواقعية في الظروف الحالية. وقالت المصادر إن الوزير الإسرائيلي بعث بمبادرته إلى وزير خارجية دولة خليجية ثالثة، عبر وسيط، لكنه تلقى جواباً سلبياً، ليس باسم دولة هذا الوزير فقط، بل باسم دولتين خليجيتين أخريين، مؤكدة أن الكويت رفضت تسلم هذه المبادرة من الأساس حتى من دون الاطلاع على مضمونها. وسلط الاقتراح الإسرائيلي الضوء على اقتراح آخر إيراني عرضه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، قبل أشهر، على دول عربية وخليجية، بينها الكويت لتوقيع معاهدات عدم اعتداء. وفي تقريرها، أفادت «القناة 12» بأن المبادرة الجديدة تهدف إلى إقامة علاقات ودية بين إسرائيل ودول الخليج وإطلاق التعاون بينها في مختلف المجالات، بما في ذلك محاربة الإرهاب وتقديم المصالح الاقتصادية المشتركة، مع التزام كل من الطرفين بعدم الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية أو أمنية موجهة ضد الطرف الآخر، ما لم يتم توقيع اتفاقات سلام بينهما.من جهتها، اعتبرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تصريحات كاتس «اعترافاً تكتيكياً بأن الدول العربية لا تتطلع إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة النطاق مع الدولة العبرية، ما لم تتم تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني».وكانت إسرائيل أثارت لغطاً بإعلانها، بلغة ملتبسة، انضمامها إلى تحالف حرية الملاحة البحرية الذي تعكف واشنطن على إنشائه لحماية ممرات الملاحة في الخليج بوجه إيران. ولم يصدر أي بيان إسرائيلي أو أميركي رسمي يؤكد انضمام إسرائيل إلى هذا التحالف، بعكس ما جرى مع أستراليا وبريطانيا. وكانت البحرين أول دولة عربية تعلن التحاقها به، وبعد هجوم «أرامكو» أعلنت كل من السعودية والإمارات انضمامهما إليه، في حين قالت الكويت إنها لم تتخذ قراراً بعد بهذا الشأن، وتنتظر مزيداً من التفاصيل حول ذلك التحالف، بينما رفض العراق الانضمام إليه.