قال مصدر مطلع إن قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» الإيراني، اللواء قاسم سليماني اشتكى تصرفات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، مشيراً إلى أن طهران كانت تتوقع من الحريري بعد عودته لرئاسة الوزراء أن يتعاون معها بطريقة أكبر، لكنه على عكس ذلك، يعرقل جميع مبادراتها تجاه لبنان. وكشف المصدر أن إيران قدمت للبنان محطة كهرباء تصل قدرتها إلى 600 ميغاوات، لكن الحكومة اللبنانية رفضت تسلمها، مما اضطر الإيرانيين إلى نقلها لمدينة اللاذقية السورية وتركيبها هناك.
وأضاف أنه رغم افتقار الجيش اللبناني إلى إمكانات الدفاع الجوي فإن الحكومة اللبنانية رفضت عرضاً من إيران لتزويد الجيش بأجهزة دفاع جوي وصواريخ وطائرات من دون طيار، متذرعة بضغوط إقليمية ودولية.وأشار إلى أن سليماني التقى، بعد إسقاط الطائرتين الإسرائيليتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، العديد من الساسة والعسكريين اللبنانيين، وأكد لهم أن إيران تستطيع تقديم تجهيزات للجيش اللبناني، بينها صواريخ أرض ـــ بحر، وبحر ــــ بحر يمكن تركيبها على الزوارق السريعة، وتمكن من تشكيل نوع من التوازن الاستراتيجي الرادع لإسرائيل ومنعها من الاعتداء على الأجواء والمياه الإقليمية والأراضي اللبنانية. وفيما بدا أنه تلويح بإمكانية تحرك طهران داخل صفوف الجيش اللبناني، الذي يتلقى مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة، قال المصدر إن هناك العديد من الضباط والجنود في الجيش اللبناني من «أصدقاء إيران»، يمكن الاعتماد عليهم في حال اتخذ لبنان قراراً سياسياً بقبول المساعات العسكرية الإيرانية، مشدداً على أنه لا يقصد فقط ضباطاً شيعة في هذا الجيش بل هناك ضباط مسيحيون وسنة لديهم مواقف «قومية وعقائدية» ضد إسرائيل.ولفت إلى أن إيران و«حزب الله» مستعدان للوقوف خلف الجيش والدولة اللبنانية كما وقفا خلف جيش وحكومة سورية في أي معركة ضد إسرائيل، موضحاً أنه وفق الاستراتيجية الجديدة لطهران ليس مهماً أن يكون «حزب الله» في الصدارة بل المهم هو مواجهة إسرائيل.وأشار إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يقوم الجيش اللبناني باستخدام الأسلحة الإيرانية وأن يفعل حزب الله ذلك، لأنه في حال استخدمها جيش لبنان للدفاع فسيكون ذلك مقبولاً دولياً، ولن تتذرع إسرائيل بأنها تواجه حزباً فئوياً يريد تدميرها.وقال المصدر إن إيران لا تقترح دخول الجيش اللبناني في حرب، لكن يكفي أن تعلم تل أبيب أنه مجهز بأسلحة رادعة كي تفكر مرتين قبل الاعتداء مجدداً على المياه والأجواء اللبنانية، مضيفاً أن قيام الجيش اللبناني بتحجيم تحركات إسرائيل في الأجواء والمياه اللبنانية يشكل عملياً نوعاً من الدعم لـ «حزب الله» والقوات الموالية لإيران في الأراضي اللبنانية والسورية، إذ إن معظم الهجمات على هذه القوات تتم عبر لبنان.ولفت إلى أن الإجراءات المصرفية التي اتخذها المصرف المركزي والحكومة اللبنانية فيما يخص العقوبات الأميركية على طهران أدت إلى ارتفاع الغضب والتوتر في العلاقات بين إيران وحكومة لبنان، مشيراً إلى قيام المصارف اللبنانية بإقفال حسابات لإيران وحلفائها. وذكر المصدر أن بيروت تجاهلت عرضاً من إيران بالتوقيع على مذكرة تفاهم على مستوى المصارف المركزية للتعامل بالعملات المحلية، وفي الوقت نفسه حصلت طهران على معلومات استخباراتية تشير إلى أن جهات لبنانية زودت واشنطن بمعلومات مالية عن حركة طهران وحلفائها في لبنان واتفقت مع واشنطن على توثيق التعاون في هذا المجال.
أخبار الأولى
سليماني يشتكي تصرفات الحريري
07-10-2019