المنسوجات تسترجع أهميتها في عالم الفنون بلندن

نشر في 08-10-2019
آخر تحديث 08-10-2019 | 00:00
من الأعمال في المعرض
من الأعمال في المعرض
يستقطب عالم النسيج أعدادا متزايدة من الفنانين الذين يستكشفون هذه المادة لإنجاز أعمال إبداعية مميزة، بعدما بقيت لفترات طويلة، مهملة في أوساط الفن المعاصر الغربي لدوافع مرتبطة بالتمييز على أساس الجنس أو الانتماء الإثني.

ويضم معرض "فريز العريق"، الذي يختتم أعماله الأحد المقبل في قلب العاصمة البريطانية، قسماً للنسيج يحمل اسم "ووفن" (منسوجات)، وقد أراد القائم على هذه الفعاليات كوسمين كوستيناس من خلالها فتح حوار بشأن "الإرث الاستعماري المستمر للمملكة المتحدة".

وقال كوستيناس، في تصريحات له، إن "فن النسج الموجود بقوة في جنوب شرق آسيا، يعد من اللغات التي لطالما احتلت موقعاً مركزياً في الممارسة الفنية في العالم، لكنه تعرض للتهميش بوصفه عملا مخصصا للنساء من المنظور الذكوري المهيمن، فضلاً عن دافع نظرية المركزية الأوروبية".

ويضم المعرض أعمالاًً للفنانة الهندية مريناليني مخرجي (1949 - 2015) التي كانت تستخدم ما يشبه خيطا من القنب لنسج منحوتات ضخمة، إضافة إلى أعمال للأميركية الفلبينية باسيتا أباد (1946 - 2004) وهي من معلمي تقنية "برابونتو" القائمة على تشكيل قطع فنية من مجموعة نقاط ملونة مختلفة، ما يجعلها تبدو كأنها مبطنة، ومن بينها عمل "إل إيه ليبرتي" الذي يمثل تمثال الحرية بنسخة متعددة الألوان للإشارة إلى الحلم الأميركي لدى المهاجرين.

الأعمال الحرفية

من جهتها، تقول أمريتا جافيري مالكة دار جافيري كونتمبيراري التي تعرض فيها منسوجات الهندية مونيكا كوريا: "يرى كثيرون أن المنسوجات من الأعمال الحرفية غير المندرجة في إطار الفنون، مع نوع من التراتبية في التصنيف، غير أن هذه النظرة تتغير في ظل توجيه عالم الفن اهتمامه إلى ما هو أبعد من الممارسات التقليدية، نحو الخزفيات أو الأنسجة على سبيل المثال".

بدورها، توضح شيترا غانيش وهي فنانة أميركية من أصل هندي في الرابعة والأربعين من العمر، أن المنسوجات الفنية تقوم على فكرة "النسج وشبك الخيوط بعضها ببعض وامتزاجها والبحث عن طريقة لوصل القديم بالحديث".

وتزخر أعمالها ذات التوجهات النسوية بإشارات إلى الأساطير القديمة مع دمج "مواد منتجة على نطاق واسع" مثل الأكياس الصناعية المستخدمة لتحضير البطاطا.

ومن بين الغرائب أيضا في هذا المعرض، تصنع الفنانة أنجيلا سو المتحدرة من هونغ كونغ قطعا فنية من ضفائر الشعر.

ففي سلسلة أعمالها التي تحمل عنوان "سووينغ توغيذر ماي سبليت مايند"، وجدت الفنانة إلهامها في التظاهرات المطالبة بالديموقراطية التي تنظم منذ أشهر في هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، التي تعيش أسوأ أزماتها السياسية منذ عودتها للكنف الصيني في 1997.

وتقول سو إن اللوحة المركزية في هذه المجموعة تمثل دماغا للدلالة على "الانفصام في هوية هونغ كونغ؛ إذ لا نعرف ما إذا كنا صينيين أم من هونغ كونغ أم بريطانيين نحن مزيج من هذا كله"، وفق الفنانة"، مؤكدة أن "الحياكة كانت ترمز بطبيعة الحال إلى إخضاع النساء وإلزامهن المنزل في الماضي"، لكن "لا أريد أن يُنظر إلى الحياكة من المنظور التقليدي" إذ إنها تمثل حاليا "شكلا من أشكال التمرد".

أما سيان داريت وهو فنان فلبيني في الثلاثين من العمر، فقد اختار التطريز وسيلة لانتقاد السياسات الاستعمارية بأشكالها التقليدية والحديثة.

back to top