الحريري يهاجم «حزب الله» من الإمارات: ينتهك «النأي بالنفس»

أكد وقوفه ضد أي أنشطة عدائية تستهدف الخليج
● جعجع يدعو إلى تشكيل «حكومة مختلفة»

نشر في 08-10-2019
آخر تحديث 08-10-2019 | 00:03
الحريري يلتقط «سيلفي» مع مشاركة في المؤتمر الاستثماري في أبوظبي أمس (رويترز)
الحريري يلتقط «سيلفي» مع مشاركة في المؤتمر الاستثماري في أبوظبي أمس (رويترز)
وصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى أبوظبي، في زيارة رسمية تستمر يومين، على رأس وفد وزاري واقتصادي ومصرفي وأمني، يلتقي خلالها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعددا من المسؤولين الإماراتيين.

وشارك الحريري في افتتاح "مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني" الذي ينعقد بمشاركة القطاعين العام والخاص في مرحلة اقتصادية ومالية دقيقة يعيشها لبنان، في حين تسعى البلاد الى إعادة تحفيز قطاعاتها واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والخليجية، خصوصا بعد الحديث عن دعم عربي مرتقب للبنان وحكومته في المرحلة المقبلة لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية التي تعانيها البلاد.

وطغت المواقف السياسية على زيارة الحريري، الذي أكد أن حكومة بلاده "تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي".

وقال رئيس الحكومة اللبنانية في مقابلة مع وكالة "أنباء الإمارات"، أمس، "لقد اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، لكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار (النأي بالنفس)، ليس من الحكومة، لكن من أحد الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة".

وشدد على أنه "ينبغي توجيه الاتهام إلى حزب الله، بوصفه جزءا من النظام الإقليمي، لا بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية"، مؤكدا أن "لبنان يمثّل جزءا لا يتجزأ من العالم العربي، ويرتبط استقراره باستقرار وأمن العالم العربي بشكل عام، ولاسيما في ما يخص الجوانب السياسية والاقتصادية".

وأشار إلى أن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر لبنان واحة عربية ومركز جذب للأعمال التجارية ورأس المال، وقد ساهمت هذه العوامل في تعزيز المصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج".

وأكد أن "القيادة السياسية في الإمارات تولي أهمية كبرى لأمن واستقرار لبنان"، مضيفا أنه يتطلع لتعزيز علاقات بلده بالإمارات.

وتعليقا على هجمات الطائرات المسيرة على منشأتين نفطيتين بالسعودية في 17 سبتمبر الماضي، قال الحريري: "لقد كانت خطوة متهورة وضعت الخليج العربي والسلام الإقليمي على شفا الانفجار، وأدت إلى ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة".

وأضاف: "نحن في لبنان نثق بحكمة قيادة المملكة العربية السعودية، التي سلطت الضوء على الأهداف المتعمدة من هذا العدوان، ولم تستجب لمحاولات استفزازها من الجانب الآخر". واقترح الحريري حلا سياسيا للأزمة عبر الحوار"، لافتا إلى أنه "يتعين على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

وكان الحريري قد شارك، أمس، في "مؤتمر الاستثمار اللبناني - الإماراتي"، وأعلن في المناسبة أن "الإمارات لعبت على الدوام دوراً مهماً في الاقتصاد اللبناني، وكانت الداعم الأساسي للبنان في المحافل الدولية، ووقفت الى جانبه في الأيام الصعبة". وقال: "نحن هنا اليوم لتعزيز التعاون مع الإمارات من خلال خلق شراكات أساسية بين القطاع الخاص اللبناني والقطاع الخاص الإماراتي". وأشار الى أن "الإمارات استقبلت الشباب اللبنانيين وساهمت في تثبيت الاستقرار المالي والاجتماعي"، موضحا أن مؤتمر "سيدر واكب خطة ماكنزي، وفرص الاستثمار الموجودة في لبنان مهمة جداً وفي كل المجالات".

وأعرب الحريري في حديث إلى وكالة "رويترز"، أمس، عن "أمل لبنان في تدبير يضخ سيولة من الإمارات ويرغب في جذب استثمارات إماراتية من خلال شراكات أجنبية". وعلى الأثر، ارتفعت سندات لبنان السيادية المقومة بالدولار أمس بفضل آمال في أن الحكومة ربما تدبر ضخ سيولة من الإمارات. ووفق بيانات تريدويب، كانت الإصدارات الأطول أجلا هي الأكثر زيادة، إذ صعد إصدار استحقاق 2037 بمقدار 0.6 سنت إلى 65.96 سنتا للدولار، بينما ارتفع إصدار استحقاق 2032 بمقدار 0.5 سنت إلى 65.57 سنتا للدولار.

سلامة

إلى ذلك، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن "المصرف مستمر في توفير الدولارات لأسواق المال المحلية"، لافتا الى أن "البلاد لديها العديد من الخيارات في مساعيها للحصول على مساعدة لكبح تراجع حاد في ثقة المستثمرين". وقال سلامة من الإمارات: "نحن نعرف أن ثمة ضجة عكبيرة ازاء الأوضاع النقدية... إنما الإمكانات متوافرة، ونحن مستمرون في تأمين الدولار للأسواق في لبنان".

وبسؤاله عما إذا كانت الإمارات ربما تقدّم للبنان مساعدة مالية من خلال الاكتتاب في إصدار سندات، قال: "هناك احتمالات عديدة ومناقشات... إنما هذا الأمر متروك لرؤساء الدول، هم يقررون". وأكد أن "هناك استقرارًا في البنك المركزي الذي يوفر الدولارات للسوق بسعر صرف ثابت".

جعجع يدعو إلى تشكيل «حكومة مختلفة»

دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من كندا، "الأكثرية الوزارية الحالية" إلى الاستقالة، مطالباً بتشكيل "حكومة مختلفة، وهنا لا أقصد حكومة تكنوقراط بالمعنى التقني، بقدر ما أقول إننا نريد حكومة مختلفة بأوجه مختلفة، تعالج الوضع بمقاربات مختلفة، لنصل الى نتائج مختلفة".

ولدى حزب "القوات" 4 وزراء في الحكومة الائتلافية، التي يرأسها سعد الحريري والمؤلفة من 30 وزيراً. ولدى "التيار الوطني الحر" بزعامة وزير الخارجية جبران باسيل 11 وزيرا، الأمر الذي يجعله اكبر كتلة وزارية.

وكان رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل دعا قبل يومين، في مؤتمر صحافي، الى تشكيل حكومة اختصاصيين محايدة لإنقاذ الوضع.

سلامة: «المركزي» مستمر في توفير الدولار لأسواق المال المحلية
back to top