هذه المدينة بجبالها الجميلة الخضراء خاصة في شهور يونيو ويوليو وأغسطس حيث الأمطار الموسمية التي يسميها العمانيون فترة الخريف، وتشتهر بمهرجان خريف صلالة، وكذلك بأرض اللبان، حيث إن شجرة اللبان تنمو فيها. أخذتنا الطائرة من الكويت إلى صلالة بدون توقف في ساعتين ونصف الساعة، المطار الذي يعد واجهة كل مدينة كان حديثا، إذ تم تشغيله منذ نحو سنة، والإجراءات فيه بسيطة، والشوارع من المطار حتى المنتجع الذي نسكن فيه واسعة وجميلة، واستغرقت الرحلة نحو ٢٥ دقيقة.
تعرفنا على شاب عماني طيب المعشر وذي خلق من أهالي صلالة اسمه أحمد سعيد، كان يلازمنا في زيارتنا ويعرف الأماكن السياحية الجميلة، ذهبنا إلى منطقة وادي دريات التي تنحدر فيها شلالات المياه من أعلى الجبال القريبة، حيث صعدنا بالسيارة هذه الجبال المكسوة باللون الأخضر، وقد انتشر السياح من داخل عمان وبعض الدول الخليجية، وافترشوا الأرض مع عائلاتهم، وبالقرب منهم عربات تبيع الأكل والمشروبات الباردة، وكذلك توجد دورات مياه متنقلة لأن هذه الأماكن تكون مزدحمة وقت الخريف كما يطلقون عليه. كان الجو في المدينة رطباً نسبياً إلا أنه منعش لا سيما عندما تصعد السيارة الجبال بالقرب من مساقط المياه، ويقول مرافقنا الأخ أحمد إن هذه الشلالات جاءت من جراء الإعصار الذي صاحبه هطول أمطار غزيرة في العام الماضي، كان المنظر جميلا ورائعا من أعلى الجبال، في طريق العودة من الجبال مررنا بمنطقة تسمى آيتين مشهورة بالمطاعم الشعبية التي تقدم اللحم المشوي على الطريقة العمانية ويسمى المضني. وتشتهر صلالة بأشجار المانجو والموز العماني الصغير، وكذلك قصب السكر والبابايا وغيرها من المنتجات الزراعية، كما أن في هذه المدينة أسواقاً شعبية لبيع المنتجات اليدوية التي تشتهر بها كل منطقة في محافظة ظفار، إلى جانب الحلوى العمانية المشهورة، وكذلك اللبان المعروف بنوعيه للأكل أو يستعمل كبخور. كما تشتهر صلالة بمهرجانها السنوي، ويطلق عليه مهرجان خريف صلالة، ويستمر ثلاثة أشهر، وتعرض فيه الفنون الشعبية العمانية من جميع أنحاء سلطنة عمان، كما تعرض فيه المشغولات اليدوية الشعبية من مختلف أنحاء محافظة ظفار. ومن الأماكن السياحية المشهورة منطقة المغسيل وتبعد عن صلالة نحو ٥٦ كيلو متراً، وهي منطقة تطل مباشرة على البحر، وتظهر فيها نوافير المياه لاندماج أمواج البحر بالصخور القريبة من الساحل، وفي الطريق الجبلي نفسه تقع منطقة فزايح، حيث تشاهد الصخور العجيبة التي تشكلت من جراء الأمطار الغزيرة التي صاحبت الإعصار الشديد خصوصا الأخير الذي ضرب السواحل العمانية، ويؤدي الطريق الجبلي إلى قرية صيادي الأسماك، لأن البحر هناك أهدأ من البحر في مدينة صلالة والطريق يؤدي إلى الحدود العمانية اليمنية التي تبعد عن هذا المكان نحو ١٤٥ كم. العجيب في هذه المناطق الجبلية أنك تشاهد حيوانات تتسلق الجبال ومنها الماعز، ولكن أن تشاهد جِمالاً تتسلق الجبال فهذا شيء غريب وعجيب، ويوجد في صلالة متحف البليد، ويسمى أيضا متحف اللبان، وهذا المتحف يحكي قصة وتاريخ أرض ظفار، ويحكي قصة اللبان وتاريخ شجرة اللبان، ومنطقة البليد كانت ميناء مشهوراً على الساحل الشرقي الجنوبي لجزيرة العرب، ويعود تاريخ البليد إلى فترة ما قبل الإسلام. ومما تشتهر به صلالة أيضاً كثرة العيون من جراء الأمطار الغزيرة في فصل الخريف، ومنها عين صحلنوت وعين إرزات وكذلك الكهوف الجبلية، إلى جانب وجود مجمع تجاري وسوق السمك القريب من مطاعم متخصصة بشوي الأسماك، كما أن هناك منتجعات وفنادق متعددة، وأهم من ذلك فإن الزائر لصلالة يقابل أناساً طيبين من أهل عمان يحترمون الضيف، وهذا أهم شيء يريده الإنسان عندما يزور أي بلد بغرض السياحة أو الثقافة أو الاكتشاف، فشكراً لأخينا "أبو سعيد" وقريبه "أبو رداد".
مقالات
صلالة
08-10-2019