لا صوت يعلو في القاهرة على صوت الدفاع عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، فبعدما أبدى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موقفاً تصعيدياً اثر فشل جولة المفاوضات الأخيرة في الخرطوم مطلع الأسبوع الجاري، دخل البرلمان على الخط بإصدار لجنة الشؤون الإفريقية بالمجلس بيانا غاضباً، عبرت فيه عن رفضها الكامل للتعنت الإثيوبي الذي قاد المفاوضات إلى «طريق مسدود».

وفي بيان عكس حجم الغضب من الموقف الإثيوبي، الذي أفشل محاولة التوافق على سنوات ملء بحيرة سدة النهضة، أكدت اللجنة النيابية «استغرابها الشديد من الإصرار على مقابلة مرونة المفاوض المصري وروحه التعاونية بتشدد ملحوظ ورفض استباقي لكل المقترحات التي توازن بين مصالح مصر المائية وحقوقها وأمنها القومي، والحقوق المشروعة لإثيوبيا في التنمية والازدهار».

Ad

وأكدت اللجنة استعدادها لبدء حالة من التصعيد، بداية من استدعاء السفير الإثيوبي بالقاهرة، ثم إعداد سلسلة خطابات إلى البرلمانات الدولية والأوروبية والإفريقية حول تجاوز إثيوبيا للقانون الدولي، ورفع شكاوى للهيئات الإقليمية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان حول تهديد إثيوبيا لحق الإنسان المصري في الحياة.

في الأثناء، زاد الحديث عن قرب إجراء تعديل وزاري موسع وحركة محافظين، في إطار قرار الدولة المصرية ضخ دماء جديدة مع الاعتماد على عناصر شابة، بعد الحراك الاجتماعي الأخير.

وأبدى عدد من نواب البرلمان غضبهم أمس من عدم حضور الوزراء إلى المجلس، الأمر الذي دفع النائبة ثريا الشيخ، للمطالبة بإقالة الحكومة بالكامل «لأنها لا تعمل لصالح المواطن»، وخاطب رئيس البرلمان علي عبدالعال، وزير شؤون مجلس النواب عمر مروان، بضرورة حضور الوزراء بأنفسهم للإجابة عن أسئلة النواب.

في سياق قريب، أحال رئيس البرلمان إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، أمس الاثنين، مشروع قانون قدمه النائب عبدالمنعم العليمي بخصوص مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية من البرلمان)، ومشروع قانون قدمه النائب سلامة الرقيعي بخصوص تقسيم دوائر انتخابات المجلس ذاته، في خطوة تعد بداية مناقشة قوانين المجلس الذي عاد للحياة بعد إقرار التعديلات الدستورية في أبريل الماضي.

وفيما تم تجديد حبس ضابط اعتدى على محام بالمحلة الكبرى 15 يوماً على ذمة التحقيق، قال وزير التربية والتعليم طارق شوقي، في مؤتمر صحافي أمس، إنه تم فصل 1070 معلماً من الوزارة بسبب انتمائهم لجماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، وذلك بعد صدور أحكام قضائية ضدهم، وأن قرار الفصل جاء وفقا لرؤية الوزارة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من فصل معلمين للسبب نفسه.

وفي حين استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلبرت أونجبو أمس، تستضيف القاهرة قمة ثلاثية بين السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، في لقاء بات دوريا بين قادة الدول الثلاث في إطار تحالف معلن في شرق المتوسط منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم في يونيو 2014.