من المستغرب أن يتحول ممثل مصري مغمور لا يتجاوز عمره أربعين عاما، وعمله الفني محدود، كما عمل مقاولا صغيراً، أن يتحول مثل هذا الشاب إلى زعيم يحرك الجماهير في الشارع المصري، ويجيش الرأي العام المصري ضد نظام الرئيس السيسي، وذلك من خلال ما بثه من فيديوهات على حسابه الشخصي من مقر إقامته في إسبانيا خاطب فيها الجماهير المصرية، وطالبهم فيها بالنزول إلى الشارع ليستنكروا الفساد القائم في مقر الرئاسة والقوات المسلحة، إلا أن هذا الاستغراب قد يزول عندما نتأمل الفريق الذي سارع في التجاوب مع ذلك النداء، وطالب جماهيره بالنزول إلى الشارع ليرددوا الهتافات التي دعا إليها صاحب الشريط. جماعة الإخوان هم من تفاعل مع نداء محمد علي، وأكدت مصادر أن محمد علي منذ بداية طريقه في التمثيل كان يسعى إلى جمع المال، ومن الممكن أن جماعة الإخوان لاحظت عليه حبه المفرط للحصول على المال واتفقت معه ليقوم بهذا الدور، ويدلي بتلك التصريحات العارية عن الصحة مقابل أن تدفع له مبلغا من المال، ظنا منها أنها لما تدفع بجماهيرها إلى الشارع فإن الشارع المصري سيتجاوب معها، متوهمة أنها بهذا الأسلوب ستتمكن من إسقاط النظام المصري، وستستولي على حكم مصر.
وقد قوي تأكيدها بنجاح مؤامرتها أن ملايين الشعب المصري يعانون غلاء في المعيشة، وكثير منهم تحت خط الفقر، وهناك قنوات فضائية ستروج لحركتهم، وستكذب وتزيف الحقائق لإنجاح مشروعها المدمر، وكان الرئيس السيسي خارج مصر، وادعى إعلامهم الكاذب أنه لن يعود إلى مصر، وتقدم مراسل إحدى القنوات المؤيدة للإخوان وسأل الرئيس ترامب وكان الرئيس السيسي بجانبه قائلا، يا سيادة الرئيس هل ستتخلى عن الرئيس السيسي بعد الثورة عليه؟ فأجابه، إن مصر يحكمها رجل عظيم، وإنه لن يتأثر بتلك المظاهرات، وأكد أن هناك كثيرا من الرؤساء الناجحين واجهوا مظاهرات منهم الرئيس أوباما. ورجع الرئيس السيسي إلى مصر واستقبلته جماهير حاشدة كالتي أسقطت نظام الجماعة، وهي تنادي كفانا خداعا للنفس والناس، عدونا الحقيقي الإسلام السياسي ومن يموله، فالإرهاب المتأسلم يشن حربا بالوكالة على شعب مصر وجيشها، حربا ذهب ضحيتها مئات من جنودنا البواسل. لقد أسقط الشعب المصري بوقفته الجادة مع جيشه الإسلام السياسي المأجور مرة ثانية، وبالرغم مما يعانيه هذا الشعب من أزمات مالية حادة فإنه لن يسلم حكم الدولة لجماعة مستأجرة، فقد يتحمل الشعب المصري الفقر والجوع لكنه لن يخون بلده، ولن يفرط في أرض مصر ولن يسلمها لمن يدعي أن الوطن مجرد حفنة تراب.
مقالات
المأجور
09-10-2019