مثلت نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت في تونس الأحد الماضي، صدمة جديدة لليسار التونسي الذي يشهد انهياراً كبيراً، بعد تشتته إلى أحزاب وفصائل لا يكاد يكون لها وزن على الساحة السياسية.

وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية، لم تحصل "الجبهة الشعبية"، أكبر ائتلاف لليسار، على أي مقعد في البرلمان الجديد، بينما لم يحصل "حزب الجبهة الشعبية" الذي أسس في يوليو الماضي والمنشق عن الائتلاف سوى على مقعد وحيد بدائرة جندوبة، لمرشحه منحي الرحوي، الذي خاض في شهر سبتمبر الماضي الانتخابات الرئاسية، بعد أن كانت الجبهة ممثلة في البرلمان المنتهية ولايته بـ 15 مقعداً، وكانت تتصدر كتل المعارضة.

Ad

وعزز فشل بسمة الخلفاوي، أرملة شكري بلعيد الذي اغتيل سنة 2013، في ضمان مقعد نيابي صدمة للتيار اليساري ومن كان يراهن على صعوده إلى البرلمان لتحقيق التوازن، خصوصاً مع حصول حركة "النهضة" الإسلامية على القسط الأوفر من المقاعد، وحزب "قلب تونس"، ذي التوجه الليبرالي، على المركز الثاني.

إلى ذلك، جدد المرشح الرئاسي المستقل قيس سعيد تأكيده عبر "تويتر" أن حملته الانتخابية لبلوغ قصر قرطاج "ليست لبيع الأوهام والتزامات لن أحققها، بل أنا ملتزم بما أقول وأعد به، عكس وعود الأحزاب التقليدية التي لم يكن حظ الشعب التونسي منها إلا كحظ المتنبي من وعود كافور الإخشيدي".

وأعرب سعيد عن أمله بأن "تعمل الحكومة المقبلة على الاستجابة للمطالب الحقيقية للتونسيين بعيداً عن الاصطدامات الحزبية... ليس المهم تركيبة الحكومة بقدر ما يهم ما تقدمه من برامج تحقق إرادة الشعب".

ومن المنتظر أن تجرى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين سعيد وقطب الإعلام الموقوف نبيل القروي الأحد المقبل. ويقبع القروي في السجن، منذ 3 سبتمبر الماضي؛ بتهم فساد وغسل أموال.