صعّدت إدارة الرئيس الأميركي، أمس، في تحدٍّ واضح، المواجهة مع الديمقراطيين في الكونغرس، عبر منعها سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند من الإدلاء بشهادة في إطار التحقيق المتعلق بإجراءات عزل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وكان سوندلاند وافق على الادلاء بشهادته، لكن في وقت مبكر من صباح أمس طلبت وزارة الخارجية منه عدم القدوم للإدلاء بشهادته المقررة، دون توضيح أسباب هذا القرار، كما قال محاميه روبرت لوسكن.

Ad

وغرّد ترامب أمس: "أرغب في إرسال السفير سوندلاند، وهو رجل طيب حقا وأميركي عظيم، للإدلاء بشهادته، لكن لسوء الحظ سيدلي بشهادته أمام محكمة مهزلة ومنحازة تماما، حيث تم انتزاع حقوق الجمهوريين، ولا يُسمح للحقائق الحقيقية بالخروج للجمهور".

وفي تغريدة أخرى، دعا ترامب وزيرة الخارجية السابقة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى دخول سباق الترشح لانتخابات 2020.

وقال: «أعتقد أنه يتعين على هيلاري المحتالة أن تدخل السباق وتحاول أن تسرقه من اليسارية إليزابيت وارن (الحزب الديمقراطي)، بشرط واحد فقط، هو أنه يجب عليها أن تشرح جميع جرائمها الكبيرة والجنح التي ارتكبتها، بما في ذلك كيف ولماذا حذفت 33 ألف رسالة بريد إلكتروني بعد طلب استدعائها للإدلاء بأقوالها».

وأمس الأول، طالبت 3 لجان في مجلس النواب وزير الدفاع مارك أسبر، ومدير مكتب الموازنة والتسيير بالوكالة في البيت الأبيض روسيل فاوت، بتزويدها بوثائق حول اتهامات ترامب باستخدام مساعدة عسكرية أميركية للضغط على أوكرانيا.

وقالت لجان الرقابة والاصلاح والشؤون الخارجية والاستخبارات، في بيان مشترك، إنها اصدرت استدعاءين يلزمان اسبر وفاوت بتزويدها بالوثائق المطلوبة بحلول 15 الجاري.

وأوضحت انها تحقق في "مدى تعريض الرئيس ترامب الأمن القومي للخطر، من خلال الضغط على أوكرانيا للتدخل في انتخابات 2020، ومن خلال حجب المساعدة الأمنية التي قدمها الكونغرس لمساعدتها على مواجهة العدوان الروسي".

وسبق أن أصدرت هذه اللجان استدعاء لكل من وزير الخارجية مايك بومبيو والمحامي الشخصي لترامب رودي جولياني، بهدف الحصول على وثائق مماثلة.

إلى ذلك، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات أمنية لحماية مُبلّغ، وهو مسؤول استخبارات قدّم بلاغاً أثار تحقيقات قد تؤدي إلى مساءلة الرئيس دونالد ترامب وصولاً الى عزله.

وكان محامو مقدم البلاغ عبروا في رسالة في 28 سبتمبر، إلى القائم بأعمال مدير الاستخبارات العامة جوزيف ماغواير، عن قلقهم على سلامة موكلهم، بعدما قال ترامب إنه "جاسوس ارتكب خيانة".

وأضافوا أن "أشخاصا معينين عرضوا مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يقدم أي معلومات عن هوية المُبلّغ"، بعدما اشتكى لهيئة رقابة حكومية من أن ترامب مارس ضغوطا على الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي في مكالمة هاتفية 25 يوليو، ليجري تحقيقا مع منافسه السياسي جو بايدن.

وقال مصدر حكومي أميركي مطلع إن السلطات الاتحادية تتخذ تدابير لحماية المسؤول، لكنه أحجم عن كشف ماهية هذه التدابير، كما أحجم عن ذكر ما إذا كان المُبلّغ قد تلقى أي تهديدات محددة.

يأتي ذلك، في ظل تنامي حالة من الاستياء داخل الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، بعدما دعا الصين، الجمعة الماضي، إلى إجراء تحقيق بشأن نجل بايدن الذي قام بأعمال تجارية فيها.

وعبر أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ، هم ميت رومني وبن ساس وسوزان كولنز، عن قلقهم إزاء محاولة ترامب الحصول على مساعدة من دول أجنبية في سعيه إلى الفوز بولاية جديدة في انتخابات 2020.

وفي بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ، أمس، إن الصين لا تنوي التدخل في شؤون الولايات المتحدة.