«زحف» إيراني على العراق في «أربعينية الحسين»!
7500 جندي و12 ألف عامل... وتسهيلات
حسم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي سجالاً متواصلاً منذ أسبوع بين حكومة الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري حول مشاركة الزوار الإيرانيين في مراسم أربعينية الإمام الحسين بكربلاء، التي توافق 17 الجاري، مشدداً على ضرورة المشاركة الواسعة للإيرانيين في هذه المراسم، وخصوصاً بعد تظاهرات العراق التي ردد بعضها شعارات مناهضة لطهران. وكانت الحكومة، التي يقودها الوسطيون، دعت إلى التريث والحذر، نظراً للأوضاع الأمنية في العراق، لكن «الحرس» والتيار الأصولي اعتبرا منذ اللحظة الأولى أن هذه التظاهرات «مؤامرة» هدفها تخريب المناسبة الدينية التي تعتبر الأهم لدى الشيعة الاثني عشرية، متمسكين بضرورة مشاركة الإيرانيين فيها بكثافة. وعلمت «الجريدة»، من مصادرها، أن خامنئي جمع، أمس الأول، أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي في مكتبه، بحضور ممثلين عن قوات «الحشد الشعبي» العراقي الموالية لطهران، وأبلغهم ضرورة مشاركة الإيرانيين بكثافة في المراسم، حتى أنه أكد استعداده شخصياً للسفر إلى كربلاء والنجف لتشجيع الإيرانيين على المشاركة، معتبراً أن «أعداء إيران» يحاولون إفشال هذه المراسم.
وقالت المصادر إن المرشد أصدر، لحث مواطنيه على المشاركة، جملة قرارات تتضمن تسهيلات غير مسبوقة للزوار، منها إصدار جوازات سفر مؤقتة، والسماح بالسفر للعراق لجميع أعضاء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمجندين الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية والشبان تحت سن الـ 16 المقيدين بإجراءات السفر بسبب الخدمة الإلزامية.وأوضحت أن خامنئي أمر قيادة الأركان بإصدار إذن مهمة، بدلاً من إذن إجازة، لجميع العسكريين الذين يريدون المشاركة في المراسم، على أن يُطلب منهم التدخل ومساعدة أي قوات عسكرية وأمنية في حال حدوث أي استهداف للزوار، كما وجّه الحكومة بإعطاء إجازة 10 أيام مدفوعة الأجر لا تخصم من الإجازة السنوية لجميع الموظفين الحكوميين الذين يشاركون في «الأربعينية». وبحسب المصادر، طُلب من وزارة الصحة مواكبة سير الزوار ومعالجة الجميع مجاناً، على أن تؤمن وزارة الاتصالات خطوطاً هاتفية و«إنترنت» للزوار على أساس التسعيرة الداخلية، كما صدرت أوامر لوزارة الداخلية بإرسال 12 ألف عامل من عمال البلديات إلى العراق كي يساعدوا في تأمين النظافة، وتم الإيعاز إلى الأجهزة الأمنية بتشكيل فرق مشتركة مع العراقيين يصل تعدادها إلى 30 ألف عنصر من «الباسيج» الإيراني وقوات الحشد الشعبي العراقي (نساء ورجالا)، لديها ترخيص بالتحرك في الأراضي الايرانية والعراقية خلال المراسم بثياب مدنية.وغداة دخول المرشد الإيراني على خط تظاهرات العراق، واعتباره أن ما جرى مجرد مؤامرة للتفريق بين بغداد وطهران باءت بالفشل، أعلن قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد حسن كرمي، إرسال قوة مكونة من 7500 عنصر إلى العراق، لحماية «أربعينية الحسين».