ساد الهدوء في العراق لليوم الثاني على التوالي، وسط تقييد الإنترنت الى ما بعد انتهاء مراسم الأربعينية الحسينية التي تصادف بعد أيام. وبينما لم يتضح المشهد السياسي بعد التظاهرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصاً، جدد الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، دعوته الى إجراء تحقيق قضائي بما جرى من أعمال عنف، غداة إطلاقه مبادرة دعا فيها خصوصا الى إجراء تعديل وزاري في حكومة عادل عبدالمهدي، وفتح حوار وطني حول العملية السياسية.
وفي واشنطن، شدد وزير الخارجية مايك بومبيو على أن «الذين انتهكوا الحقوق الإنسانية يجب أن يحاسبوا»، داعيا الحكومة العراقية الى التحلي بـ «أقصى درجة من ضبط النفس». وقالت «الخارجية» الأميركية إن بومبيو أدلى بهذه التصريحات في اتصال هاتفي جرى «أخيرا» مع عبدالمهدي الذي أعلن الاثنين أنه تحادث مع وزير الخارجية الأميركي ونال دعمه.وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت في جلسة عقدت مساء أمس الأول حزمة ثانية من الإصلاحات، في إطار الإجراءات العاجلة لتلبية مطالب المتظاهرين. وأبرز البنود الجديدة تشكيل لجنة لتوزيع الأراضي السكنية للمواطنين المستحقين، وتبسيط إجراءات تسجيل الشركات الصغيرة للشباب، ومنح منظومات طاقة شمسية متكاملة الى 3 آلاف عائلة فقيرة مجانا، وتجميد العمل بالقوانين والتعليمات النافذة التي تمنح الحق بتسلّم الشخص أكثر من راتب أو تقاعد او منحة وتخييره بتسلّم أحدها. وتوفير السيارات المتنقلة الخاصة بصناعة الأكلات الجاهزة والمرطبات والمشروبات الساخنة والسيارات التخصصية (مثل: سيارات الصيانة والتنظيف بأنواعها) للشباب العاطلين عن العمل من المسجلين لدى وزارات الحكومة، ومنحهم قروض وتسهيلات، ومنح طلبة الإعداديات الزراعية منحة شهرية قدرها 50 ألف دينار في السنة الدراسية وتخصيص الأراضي الزراعية ذات الحصة المائية الى خريجي الإعداديات الزراعية وخريجي الكليات والمعاهد الزراعية والبيطرية لتأسيس جمعيات تخصصية تعاونية واستثمار هذه الأراضي. وتشكيل لجان في المحافظات تتولى متابعة قرارات مجلس الوزراء الخاصة بتلبية مطالب المتظاهرين.الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن الحكومة العراقية اعترفت بأحقية الشعب في مطالبه الشرعية والشعب العراقي بوعيه ويقظته يحول دون استغلال هذه الهموم والمطالب من قبل بعض الأطراف».وقال ظريف على هامش المؤتمر الدولي «الاقتصاد العالمي والحظر» في جامعة الزهراء بطهران: «أشعر بأن الشعب العراقي لديه مخاوف وهموم، وهم على حق، وأعلنت الحكومة العراقية أنها تحاول بكل قدرة معالجة هذه الهموم والمشاكل».وأكد وزير الخارجية «نحن نعتقد أن الشعب العراقي هم أصحاب هذا البلد، ويجب مراعاة حقوقهم، ويرى المسؤولون في إيران أن الشعب العراقي بوعيه ويقظته لا يسمح للآخرين باستغلال همومه والتي اعترفت بها الحكومة العراقية ايضا». وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اعتبر أن التظاهرات مجرد مؤامرة للتفريق بين بغداد وطهران.
دوليات
العراق: هدوء حذِر وحزمة إصلاحية ثانية
10-10-2019