«قالوا للحرامي احلف قال جاك الفرج». هذا المثل ينطبق على بعض المهرجين من «الحرامية وفداويتهم» والمطبلين لهم من المرتزقة المعروفين تماما للجميع، والذين يبيعون كل شيء مقابل حفنة من الدنانير خصوصا مع ظهور الحرامي النواعم المعروف في الليالي الحمراء بدور البطولة؛ لتبرير اختلاساته وسرقاته مع قروب الطرب الذين يساندونه عادة مقابل خمسة دنانير، هو أمر مبك ومضحك في الوقت نفسه. فمصيبة المصائب هي مساعي أشباه الرجال لمحو الحقيقة، والضحك على العقول، معتقدين بذلك أنهم سطروا ملحمة تاريخية للمطالبة بإحالتهم الى الجهات المختصة للتحقيق في اختلاساتهم التي طالت حتى المساجد ووجبات إفطار الصائم، ويأتي هذا الحرامي، الذي يدرك حقيقته الجميع، ليمثل دور البريء، في حين كان يذرف الدموع في بعض الدواوين، ويقبّل الأقدام كي يتم التستر عليه «لأنها سرقة غير مقصودة»، وتنفيع لشلة الأنس التي هو أحد صبيانها.
هذا الواقع المر هو جزء لمسلسل الفساد والاختلاسات والحرمنة من بعض الشواذ في مجتمعنا الذين يسعون جاهدين الى بعض المراكز للبطش بأموال الناس دون مراعاة لحرمتها أو حقوق أصحابها، لأن قائدهم يعاني منذ طفولته الآلام والأوجاع التي اعترت ماضيه الأسود.إن مسلسل الفساد الذي لا تنتهي حلقاته أصبح ظاهراً للعيان، والمصيبة الأعظم أن هناك من يحميهم لتبادل المصالح في شفط أموال الشعب، وهناك من يطبل لهم، وفي الوقت نفسه يكشف عن «بلاويهم».وهذه الاختلاسات تتفشى كالسرطان عندما ينتشر في الجسد، ولكن رغم خطورة هذا المرض فإن مرض السرقات يفوق كل شيء لأن الحرامي يتلون حسب نوع السرقة وملابس السهرة بعد قرع الكؤوس.هذه الأوبئة التي يفترض مكافحتها بمبيدات الحشرات، يجب محاسبتها، خصوصا إذا كانوا يتسترون تحت غطاء بعض المتنفذين، والسؤال الذي يفرض نفسه هو: أين هيئة مكافحة الفساد عن هؤلاء الحرامية؟ خصوصا أن القانون يشملهم في الكشف عن ذمتهم المالية التي ضربوا بها عرض الحائط، وهو ما يجب طرحه أيضا في الجمعيات العمومية لبعض الجمعيات التعاونية والهيئات وغيرها عن أسباب تجاهل بعض الأعضاء في الكشف عن ذمتهم المالية والتحايل على القانون، بالإضافة الى أسباب سرقاتهم التي كشفت بالتقارير.أبطال الورق من شلة الأنس الذين صرفوا أموال الناس في الليالي الحمراء في الشقق المعلومة جيدا والمواد المخدرة التي يتعاطونها يجب جمعهم ومحاصرتهم وتطبيق عقوبة الخازوق ليكونوا عبرة لمن لم يعتبر، خصوصا أننا في دولة مؤسسات وقانون، والقادم أعظم.
مقالات - اضافات
شوشرة: القادم أعظم
11-10-2019