المحسوبية أضاعت وهدمت وطناً
نداء للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي يستبشر الشعب الكويتي قاطبةً فيه الخير والأمل بأن ينتشلنا من التوهان والضياع الذي نعانيه، ونقول له: للأسف إن الحكومات المتعاقبة منذ عقد من الزمن تعمل بشللية، فابتعدت عن مواكبة العصر والاهتمام بالتنمية البشرية مما ترتب عليه فساد مالي وإداري بسبب اتخاذ طريقة المحاباة والمجاملة من قبل مجموعة عددها محدود، استولت على جميع مفاصل الدولة، واعتبرت الدولة كيكة تتقاسم المصالح بينها، ويدفع ثمن ذلك البلاد والعباد. لذلك نقول لك ياشيخ ناصر: انفض الغبار عن جوهرة الخليج التي كانت في مقدمة ركب التقدم والازدهار عربياً، وكانت الكويت منارة للعرب، فالاستثمار في النشء والشباب يجب أن يكون من أولويات برنامج عمل الحكومة الفعلي، والشباب هم أمل الدولة في المستقبل القريب والبعيد، والبطالة بينهم تؤثر في الدولة اجتماعياً واقتصادياً، فعلى الحكومة الاستثمار في الإنسان الكويتي لما يعود على مصالح البلاد العباد من نهضة وازدهار، فقد كنّـا في الريادة وأصبحنا في آخر الركب.
الفساد المالي والإداري يضرب أطنابه في زوايا مؤسسات الدولة، حتى بدأ بعضنـا يتسلل له اليأس، لذلك أخاطب معاليكم آملاً أن تحققوا أماني وطموحات شعبكم الذي استبشر خيراً في توليكم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، أن تحققوا أمانيه في نفض التعليم العالي ووزارة التربية والهيئة العامة للرياضة، وغيرها من الوزارات والهيئات التي أثبتت فشلها.فإذا كنا نسعى إلى نهضة وطن لا حماية عزبة، فليكن الإصلاح بالفعل لا التصريح وبيع الأوهـام هو طريقنا، فالاستثمار في الإنسان هو من بنى اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وألمانيا وكثيراً من الدول، والتي أصبحت عملاقة عندما اهتمت بالنشء والشباب المساواة التي نفتقدها في مؤسسات الدولة ووزاراتها، وحفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده من كل سوء.