تركيا تتوغل في سورية... وروسيا تدعوهما لتفاوض مباشر
في اليوم الثاني من عمليتها العسكرية الثالثة في شمال سورية، توغلت القوات التركية الخاصة في عمق الاراضي السورية الشمالية، شرق نهر الفرات، تحت قصف جوي ومدفعي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، مما ضاعف مخاوف المجتمع الدولي من حدوث كارثة إنسانية وانتشار الفوضى في المنطقة.وبينما جددت دمشق أمس تعهدها بمواجهة «الغزو» التركي بكل صوره، وبجميع الأساليب، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن موسكو التي تملك الكلمة الفصل في سورية تسعى إلى إجراء محادثات مباشرة بين حكومة الرئيس بشار الأسد وأنقرة لمصلحة الجانبين، مشيراً إلى ضرورة تفعيل اتفاق أضنة لتسوية الأزمة وتهدئة الوضع.وتوالت أمس المواقف العربية العالية النبرة التي دانت «العدوان التركي»، وكان أبرزها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك عشية اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، والذي يتوقع أن يشهد إجماعاً على إدانة التحرك التركي.
ولم تستبعد مصادر عربية أن يذهب الاجتماع إلى أبعد من ذلك في «الانفتاح» على دمشق بمواجهة أنقرة، متحدثة عن مفاجآت محتملة، في حين أكد مصدر دبلوماسي أن مصر جددت موافقتها على إعادة مقعد سورية إلى الجامعة العربية. وبينما وجه الرئيس رجب طيب إردوغان انتقادات للسعودية ومصر مهدداً أوروبا بإرسال 3.6 ملايين لاجئ سوري لديه باتجاه حدودها، استدعت روما السفير التركي للاحتجاج على عملية «نبع السلام»، في وقت دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنقرة إلى إنهاء هجومها في أسرع وقت. وفي تطور قد يهدئ المخاوف الأوروبية، أعلنت أنقرة أنها ستتحمل مسؤولية سجناء «داعش» الموجودين بعهدة الأكراد، وذلك بعد أن قامت واشنطن بنقل قيادات داعشية بارزة من سورية إلى العراق لضمان عدم فرارها في حال خرجت الأمور عن السيطرة.