أنغام موسيقى الآلات الوترية تتصاعد من أعماق سراديب الموت في بروكلين

نشر في 13-10-2019
آخر تحديث 13-10-2019 | 00:04
اندرو أوسلي
اندرو أوسلي
في أعماق سراديب الموت في بروكلين بنيويورك، وفي نهاية ممر ضيق ومعتم، تتصاعد أنغام الموسيقى من آلات وترية وكأنها آتية من دنيا أخرى.

وفيما تحذر تقارير صحافية من أن الموسيقى الكلاسيكية على شفير الاختفاء، أوضح أندرو أوسلي، الذي ينظم هذه الحفلات، التي سماها "موت الكلاسيكية"، أنه من المبكر جدا إصدار شهادة وفاة لهذا النوع الموسيقي.

وأكد أوسلي (36 عاما) خلال تمارين في سراديب مقبرة غرين وود بغرب مانهاتن، أن "الموسيقى الكلاسيكية لا تزال قادرة على أن تؤثر في أشخاص ليسوا بالضرورة الجمهور الذي نتوقعه".

وأضاف: "الموسيقى الكلاسيكية لم تمت، ومن المهم توليفها بتجربة أوسع، خصوصا لأولئك الذين لم يعتادوا على الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية وطقوسها، والذين يسألون أنفسهم بتوتر؛ هل أقوم بما يجب؟ وهل أصفق في الوقت المناسب؟".

حفلات موسيقية

وبعدما أطلق عام 2015 برنامج "جلسات مدفن الكنيسة"، وهي حفلات موسيقية مع جمهور محدود بكنيسة في هارلم، باشر أوسلي العام الماضي تنظيم الحفلات في هذه السراديب العائدة لحوالي 150 سنة، والمغلقة أمام الزوار عادة في مقبرة غرين وود، حيث يرقد نحو نصف مليون شخص، من بينهم الرسام جان ميشال باسكيا، والمؤلف الموسيقي لينارد برنستين.

وأكد أن هذا المكان يوفر "نوعية صوت استثنائية للموسيقى الكلاسيكية والأوتار والصوت والبيانو".

وتفيد دراسة للصندوق الوطني للفنون، وهو وكالة فدرالية أميركية، بأنه حضر في 2017 نحو 8.6 في المئة فقط من الأميركيين البالغين حفلة للموسيقى الكلاسيكية، وكانت النسبة 11.6 في المئة عام 2002.

وأظهرت دراسة أخرى في عام 2012، أن ثلث الجمهور فوق سن الخامسة والستين.

لكن أوسلي أشار إلى أن حفلاته بمدفن كنيسة في هارلم وفي سراديب بروكلين تستقطب جمهورا من أعمار مختلفة.

وهو يواجه تحدي الجمع بين النوعية التي يتوقعها من الحفلة "شخص سبق له أن حضر ألف حفلة"، وبين "حُسن استقبال الشخص الذي لم يسبق له أن حضر أي حفلة".

الآلات الوترية

وتؤدي الحفلة خلال الأسبوع الجاري أوركسترا الآلات الوترية في بروكلين، وتعزف خلالها مقطوعة "ستابات ماتر"، للإيطالي جوفاني باتيستا برغوليزي الذي ألفها عام 1736.

وقال إيلي سبيندل، مدير الفرقة الفنية، إن مؤسسات الموسيقى الكلاسيكية غالبا ما "تكون محافظة جدا، لكنها تحقق أمورا لا تصدق، ولا يمكن إنجازها من قبل مسؤولين بميزانية صغيرة وفي قاعات ضيقة".

وأوضح: "لعزف السيمفونية التاسعة لغوستاف مالر نحتاج إلى أوركسترا رفيعة المستوى في قاعة كبيرة".

ولكي يستمر هذا النوع الموسيقي، ينبغي المزج بطريقة حكيمة بين القاعات التقليدية والحفلات الخارجة عن المألوف برأيه.

وخلال الأسبوع الجاري ستعزف مقطوعات أخرى، مثل: "اداجيو الوتريات" لسامويل باربر، و"فراتريس" للاستوني أرفو بارت، ويترافق العزف مع عرض بصري على قناطر السراديب.

ويتركز البرنامج الراهن على الحداد "والعلاج للخروج منه، وإيجاد معنى الموت"، على ما يؤكد أندرو أوسلي.

وقال إيلي سبيندل مبتسما: "نحن في المكان المناسب لهذه الموسيقى".

back to top