في ظلّ تزايد ضغط احتمال بدء إجراءات لعزله، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة انتخابية هجومية لتعبئة مؤيديه استعداداً لاستحقاق عام 2020 الرئاسي، واستهدف رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي "التي تكره أميركا" ونائب الرئيس السابق جو بايدن "المتملق".

ومن ليك تشرلز في لويزيانا، قال ترامب مساء أمس الأول: "ما يجري الآن هو عار"، مصوراً نفسه كضحية لمؤامرة حرّض عليها تحالف بين "الديمقراطيين الفاسدين" و"الإعلام الكاذب".

Ad

وسخر ترامب من المبلّغ الذي ألقى الضوء على قضية أوكرانيا، معتبراً أن الإجراءات التي يمكن البدء بها لعزله من منصبه هي مجرد "كلام فارغ".

ويحقق الديمقراطيون في تصرفات ترامب للعثور على أدلة تمكنهم من عزله بسبب محاولته المزعومة للضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي للإيقاع بمنافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن في المعسكر الديمقراطي.

وهاجم ترامب بشدة بيلوسي، وقال وسط تصفيق مناصريه: "كنت أعتقد أنها تحب هذا البلد، لكن بيلوسي تكره الولايات المتحدة".

والخميس، ألهب الرئيس الأميركي أيضاً حماسة مؤيديه في مينيابوليس، مردداً عبارات صادمة أمام 20 ألف شخص احتشدوا في ملعب لكرة السلة، واستهدف بشكل مباشر وبالاسم خصومه، خصوصاً بايدن، الذي لا يرى فيه منافسة حقيقيةً، رغم مسيرة الأخير السياسية، فهو سيناتور منذ 30 عاماً ونائب رئيس الولايات المتحدة ثماني سنوات.

وقال ترامب أمام مناصريه: "لقد كان نائب رئيس جيد لباراك أوباما فقط لأنه كان يجيد تملّقه".

من جهة ثانية، وضع الرئيس الأميركي في مرماه عضو الكونغرس اليسارية الصومالية ـــ الأميركية إلهان عمر التي تمثل مينيابوليس، فوصفها بأنها "اشتراكية تكره أميركا وعار على بلدنا"، وأضاف مبتسماً: "كيف يمكن لكم أن تختاروا شخصاً مثلها لتمثيلكم؟ أنا غاضب منكم!".

وقبل ساعات من توجه الرئيس إلى لويزيانا، أدلت السفيرة الأميركية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش بشهادتها أمام الكونغرس.

ولم تتحدث عن تفاصيل القضية الأوكرانية في هذه الجلسة المغلقة وفق وسائل إعلام أميركية، لكنها أكدت أن ترامب سعى أشهراً إلى إزاحتها من منصبها، وأن إقالتها تمت في نهاية المطاف بناء على "مزاعم كاذبة" أطلقها أشخاص مشكوك بدوافعهم.

ويعتبر مثول يوفانوفيتش، التي لا تزال موظفة في الحكومة الفدرالية، أمام مجلس النواب انتصاراً للديمقراطيين نظرا لموقف البيت الأبيض من التعاون مع التحقيق.

وجاءت شهادة يوفانوفيتش في وقت كشف سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند أنه هو أيضا سيلتزم بمذكرة استدعاء من مجلس النواب، ويدلي بشهادته أمام الكونغرس الخميس المقبل، متحدياً أوامر الادارة بعدم القيام بذلك.

واتخذت الفضيحة منحى دراميا الخميس، مع القبض على ليف بارناس وإيغور فرومان، وهما من مساعدي محامي ترامب الشخصي رودي جولياني، على خلفية صلتهما بالمساعي إلى فتح تحقيق بحق بايدن في أوكرانيا.

ويبحث ممثلو الادعاء في مانهاتن ما إذا كان جولياني انتهك القوانين في تعاملاته مع أوكرانيا.

من ناحية أخرى، أعلن ترامب استقالة وزير الأمن الداخلي بالوكالة كيفن ماكالينان، الذي أضيف إلى لائحة طويلة من المسؤولين الذين غادروا إدارته.

في المقابل، عيّن مساعد وزير الخارجية الأميركي جون ساليفان (57 عاماً) سفيراً للولايات المتحدة في روسيا، في منصب بالغ الحساسية، في ظل علاقات ترامب الملتبسة مع موسكو.

3 مناظرات لـ «رئاسية 2020»

يتواجه المرشحون للرئاسة الأميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في ثلاث مناظرات عام 2020 بولايات إنديانا وميشيغن وتينيسي، وفق ما أعلنت اللجنة المكلفة تنظيم المناظرات.

وتعقد المناظرة الرئاسية الأولى في 29 سبتمبر 2020 بنوتردام في ولاية إنديانا شمال الولايات المتحدة.

ومن المقرر عقد المناظرة الثانية في 15 أكتوبر 2020 في آن آربور بولاية ميشيغن الشمالية، التي باتت أساسية بعدما قلبت النتائج لمصلحة دونالد ترامب في انتخابات 2016، في حين تجرى المناظرة الأخيرة بين المرشحين في ناشفيل بولاية تينيسي الجنوبية في 22 أكتوبر 2020. وتنظم المناظرات جميعها في جامعات، وتدوم كل مناظرة 90 دقيقة.

وسيتم إجراء مناظرة واحدة للمرشحين لمنصب نائب الرئيس في 7 أكتوبر 2020 في سالت لايك سيتي بولاية يوتاه بالغرب.