ورطة الأكراد... و«نوبل» تحت الطلب!
مرة أخرى يقع الأكراد ضحية لحساباتهم الخاطئة، واستخدامهم ضد أمن وشعوب المنطقة، وتتركهم القوى الكبرى والإقليمية يواجهون مصيرهم، فـ "قسد" أو قوة ما يسمى بـ "سورية الديمقراطية"، التي تغولت وكبرت بالدعم الأميركي والإسرائيلي والأوروبي، والتي استغلت ما يسمى بالحرب على "داعش" والثورة السورية لتقوم بأكبر تطهير عرقي في شرق سورية، وتهجير مئات آلاف العرب من قراهم ومدنهم، ومنعهم من العودة لها مرة أخرى، يدفعون اليوم ثمن جرائمهم.الأكراد كعادتهم يصدقون وعود جميع أعداء العرب والمسلمين بإنشاء دولة لهم مخنوقة بين الجبال وبدون منفذ على البحر، واستخدمهم شاه إيران والنظام الذي تلاه في الثمانينيات والأميركي والإسرائيلي، والآن جميع الدول التي تحيك المؤامرات ضد المسلمين وخاصة السُنة منهم، وفي كل مرة تخترب حسابات رعاتهم ومستخدميهم وتتهدد مصالحهم يتركونهم ليواجهوا مصيرهم وحيدين، وهذا ما حدث لأكراد العراق عندما أعلنوا استفتاء استقلالهم، وما يحدث الآن لأكراد سورية الذين استغلوا ثورة الشعب السوري ضد النظام الطائفي الاستبدادي ليمزقوا وحدة سورية.
عدة قوميات حول العالم اقتنعت بأن تشكيلها دولة منفصلة ليس في مصلحتها ولن تكتب لها الحياة، وهذا موجود في روسيا وسويسرا، وإقليم الباسك في إسبانيا، الذي وجد أن دولة مخنوقة في وسط الجبال ستكون ضعيفة، واستغنوا عن تلك الفكرة، وهم الآن الأغنى في إسبانيا، ويمتلكون أهم المؤسسات المصرفية والتجارية، وكذلك أهل النوبة، وغيرهم كثر حول العالم، فيما عدا الأكراد الذين يتمردون على أوطانهم ويكونون خنجراً في ظهر دولهم، وأداة لكل عدو للمسلمين لتمزيق دول العرب والمسلمين السنة.*** كم أنا متفاجئ كما الكثيرين بأن يحصل رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، بعد أسابيع قليلة من زيارته لإسرائيل، وموقف بلاده المتعنت من مفاوضات سد النهضة الذي يهدد جمهورية مصر العربية بنقص حاد في منسوب نهر النيل بوادي دلتا مصر، ويهدد زراعة ومياه الشفا لمئة مليون مصري، لن أروج لنظرية المؤامرة حتى لا ينتفض ويهزأ بي بعض المثقفين والمنظرين العرب، بل هي مصادفة! اتخذت بشكل غير مقصود حتى يعززوا موقف إثيوبيا كدولة مسالمة في حال أي نزاع محتمل لها في المستقبل مع مصر، وحتى يكتمل مشروع خنق دلتا النيل المصرية كما تخطط تل أبيب وأعوانها.