في وقت أعلن الاتحاد الأوروبي، أن المحادثات مع المملكة المتحدة للتوصل إلى اتفاق خروج ودي عادت إلى مسارها، رغم بعض التحديات العالقة واقتراب الموعد النهائي لمغادرة بريطانيا التكتل الأوروبي "بريكست" نهاية هذا الشهر، ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيتحدث مع عدد من القادة الأوربيين في شأن "بريكست" وسيعرض عليهم "خيارين لا ثالث لهما".

ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني، اليوم، المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في محاولة لحضهم على دعم اتفاقه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

Ad

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، أن "جونسون سيعرض على القادة الثلاثة إما مساعدته في تقديم اتفاق جديد هذا الأسبوع أو الاتفاق بشكل ودي على الخروج من دون اتفاق في 31 أكتوبر الجاري".

وأكد توسك في وقت سابق، أنه "تلقى إشارات مبشرة" من رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار بأن اتفاق "بريكست" لا يزال ممكنا، لذا مدّد الموعد النهائي لمواصلة المحادثات.

وكان جونسون أعلن الخميس الماضي، أن ثمة "مسار" لاتفاق متأخر لتجنب انفصال بلاده من بشكل فوضوي ومكلف نهاية أكتوبر الجاري.

ويبقى حجر العثرة الرئيسي هو كيفية التعامل مع حدود بريطانيا الوحيدة مع الاتحاد الأوروبي، وهي الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

وهيمن تحدي الإبقاء على هذه الحدود التي تدعم الاقتصاد الإقليمي وعملية السلام في أيرلندا الشمالية على مباحثات "بريكست" طوال السنوات الثلاث الماضية، منذ صوتت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016.

من ناحيتها، كشفت صحيفة "أوبزرفر" عن تحسن فرص إجراء استفتاء ثانٍ على "بريكست"، موضحة أن بإمكان نواب المعارضة في البرلمان البريطاني اشتراط إجراء استفتاء مقابل موافقتهم على اتفاق الخروج المقدم جونسون.

ويجري ممثلو الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الوقت الراهن مفاوضات مع المملكة المتحدة خلف أبواب مغلقة حول التوصل إلى اتفاق في الدقيقة الأخيرة، وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن بيتر كيلي، زعيم حزب "العمال" المعارض، يرى أن من الممكن دعوة البريطانيين للاستفتاء بين الخروج وفقاً للشروط الواردة في هذا الاتفاق وبين البقاء في التكتل.

وأفادت تصريحات صادرة عن الاتحاد الأوروبي بأن لندن أبدت استعدادها لتقديم تنازلات منها إمكانية تجنب فرض رقابة جمركية بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا.

غير أن هناك قدراً كبيراً من التشكك حيال إمكان تمرير جونسون مثل هذا البند داخل البرلمان، وأبدى حلفاؤه من الحزب الوحدوي الديمقراطي تشككهم حيال هذه الخطوة أخيراً.

وفي حال تمكن مفاوضو الاتحاد الأوروبي ولندن في التوصل إلى اتفاق قبل القمة الأوروبية المقبلة يومي الخميس والجمعة المقبلين، فإن جونسون ستكون لديه مهلة يوم واحد فقط للحصول على موافقة البرلمان على هذا الاتفاق، وإلا فإنه سيضطر، وفقاً لأحد القوانين، أن يقدم طلباً لتمديد مهلة الخروج لما بعد الموعد المقرر في 31 الجاري.