السيسي: سنتعامل مع «أزمة النهضة» باعتدال
كشف عن لقاء مع أبي أحمد في روسيا واتّهم مواقع التواصل بالمبالغة
كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه سيلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في سوتشي الروسية، لبحث أزمة سد النهضة. وبدا أن هذا الاجتماع تم الاتفاق عليه خلال الاتصال الذي أجراه الرئيس المصري بأحمد لتهنئته بفوزه بجائزة نوبل، لكنّ السيسي لم يوضح ما إذا كان هذا اللقاء يعني قبول إثيوبيا تدخّل طرف ثالث كوسيط. وسعى الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، أمس، الى تهدئة مخاوف المصريين، مقللا من خطورة الأزمة، ومعتبرا أن «هناك مبالغات في ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول أزمة سد النهضة»، مشيرا إلى أن «ضعف الدولة في مصر عام 2011، هو الذي أدى إلى بناء سد النهضة. وقال في هذا السياق: «كان سيكون هناك اتفاق قوي وسهل لإقامة هذا السد قبل اندلاع احتجاجات 2011، لأن البلد في الفترة دي كشفت ضهرها وعرّت كتفها، لكن جيشنا قوي وقادر، وبدأنا بالتحرك بعدما توليت المسؤولية مباشرة في تلك الأزمة». وأضاف: «دائما كمصريين، نتعامل مع القضايا بهدوء وتوازن وحكمة، والألفاظ التي تخرج منّا ينبغي أن تكون منضبطة، الأمور بين الناس لا تحل بالطريقة العصبية، بل بكثير من التوازن والاعتدال».وإذ جدد القول إن «مصر دخلت وفق المعايير الدولية في مرحلة الفقر المائي»، أشار السيسي الى أن الدولة «أعدت خطة من 2014، ونعمل عليها حتى الآن، ونفّذنا منها ما يقرب من 200 مليار جنيه، عن طريق إعادة تدوير المياه الثلاثية المتطورة، وإنشاء محطات تحلية ضخمة»، مضيفا: «هذا ليس معمولا من أجل سد النهضة فقط، بل لأنه ينبغي أن نواجه تحدياتنا بغضّ النظر عن سد النهضة».
وقال السيسي إن الجيش يواجه حرب استنزاف في معركته مع الإرهاب في سيناء، وشدد على أن علاقة الجيش والشعب أبدية، ولا يمكن هزها، مؤكدا أن من لا يمتلك جيشا وطنيا وسلاحا عصريا لا يملك أمنا، ومصر دولة محورية في محيط مضطرب، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة من دون مصر.ودعا الى الانتباه لمن يحاول أن يسيء إلى الجيش، لافتا الى أن الجيش لم يطلب تبرعاً من المواطنين، كما حدث عقب حرب الاستنزاف، في إشارة الى حرب الاستنزاف مع إسرائيل التي بدأت بين 1968 وانتهت في 1970.وأكد خلال كلمته، أن «ما يحدث في سورية الآن السبب الرئيسي فيه هم أهلها الذين أشعلوا الموقف وتسببوا في سقوط بلدهم»، مشددا على عدم المساس بمؤسسات الدولة، لأن ذلك يؤدي إلى سقوط أي وطن.في سياق مختلف، تسلّم السيسي دعوة للمشاركة في مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالسودان، التي تستضيفها جوبا منتصف الشهر الجاري. على صعيد آخر، وبينما يتوالى إطلاق سراح عشرات الموقوفين ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الناشطة والصحافية إسراء عبدالفتاح والصحافي مصطفى الخطيب، وطالبت نقابة الصحافيين بسرعة إطلاق سراحيهما وإعلان طبيعة التهم الموجهة إليهما.