بقلم - أ.د محمد عبد الله البيلي

مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة

Ad

تشارك جامعة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2020 دبي بجناح مستقل خلال الفترة من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 إبريل 2021 في إطار الاستعدادات لإطلاق جامعة المستقبل، التي ستؤسس لمفهوم جديد ومبتكر للتعليم الجامعي في العالم العربي والمنطقة.

وقد جاء اختيار إكسبو 2020 دبي كمنصة لاختبار هذا المفهوم المبتكر انطلاقا من أهمية هذا الحدث الدولي الضخم وطبيعته، كأحد أبرز المنابر الدولية التي تركز بشكل أساسي على مناقشة القضايا الملحة والتحديات المعاصرة، ووضع حلول لها.

ومن بين تلك التحديات ما يرتبط بمستقبل التعليم. وسيقام إكسبو 2020 دبي بمشاركة 192 دولة وعدد من المنظمات الدولية والهيئات والشركات.

ولمشاركة جامعة الإمارات العربية المتحدة أهمية خاصة في أكسبو 2020، حيث تنسجم هذه المشاركة مع رؤية واستراتيجية الجامعة في إثراء التعاون مع المؤسسات والهيئات الوطنية المختلفة، وحرصها على تقديم الخدمات وفق أرقى معايير الجودة والكفاءة وخلق حلقة وصل بين الطلبة والجهات التنفيذية إثراءً للجانب التطبيقي، وتعريف زوار مبنى جناح جامعة الإمارات بالخدمات التي تقدمها الجامعة وإنجازاتها على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع وكذلك ابتكارات الطلبة والباحثين والدور الذي تقوم به جامعة الإمارات-جامعة المستقبل- نحو الريادة والتميز العلمي بما يحقق رؤية الحكومة الرشيدة في تحقيق التنمية المستدامة ومواءمة الاتجاهات الحديثة في تنفيذ المشاريع التنموية لما تملكه الجامعة من إمكانات علمية متميزة وفق برامج أكاديمية وتطبيقية متخصصة تواكب التطور العالمي للبحوث العلمية التطبيقية والأنظمة التعليمية في ظل عصر الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي، والذي تجلى في رؤية جامعة الإمارات للريادة والابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في بناء الاقتصاد المعرفي وتوظيفه في تحقيق التقدم والرفاه للمجتمع.

وتتلاقى أهداف مشروع جامعة المستقبل مع جانب مهم من أهداف إكسبو 2020 دبي، وذلك من خلال وضع حلول مبتكرة تخدم مستقبل التعليم في العالم، والمحيط الإقليمي على وجه الخصوص، استهدافاً لمتطلبات الأجندة الوطنية 2021 التي تهدف إلى بناء نظام تعليمي رفيع المستوى من خلال إحداث تحول كامل في أنظمة التعليم والتعلم، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق، كان اختيار إكسبو 2020 دبي لاحتضان هذه المبادرة الواعدة، التي تسعى جامعة الإمارات من خلالها إلى تطوير مفاهيم التعليم العالي.

وتقوم فكرة نموذج جامعة المستقبل على مفهوم تخريج أجيال من المبتكرين في القطاعات الحيوية ليكونوا ركيزة أساسية في بناء اقتصاد معرفي، ويشاركوا بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل لبناء مستقبل مستدام قائم على التميز والريادة والمعرفة وأفضل الممارسات العالمية. وهذه الأجيال ستكون قادرة على خلق فرص العمل، وليس البحث عنها بعد التخرج. ويستهدف هذا النموذج بشكل أساسي الطلبة في العالم العربي والمنطقة.

وتسعى جامعة الإمارات العربية المتحدة من خلال هذه المشاركة المتميزة – كونها أول مؤسسة أكاديمية تعلن مشاركتها بجناح مستقل في إكسبو 2020 دبي – إلى اختبار هذا النموذج، من خلال إعادة النظر في أساليب التدريس الجامعي، حيث تعتزم إطلاق برنامج أكاديمي قائم على الممارسة التطبيقية.

وفي إطار هذا البرنامج، سيقضي ثلاثون طالبا دواما كاملا في موقع إكسبو عند انطلاقه، حيث سيعملون على مدى ستة شهور التي يستغرقها هذا الحدث العالمي، في البحث عن التحديات التي يرغبون في حلها وتحديد المعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق هذا الهدف. 

حدث عالمي لإطلاق حلول مبتكرة تخدم مستقبل التعليم

ينطلق إكسبو 2020 دبي العام المقبل بمشاركة أكثر من 200 مشارك من الدول والمنظمات والشركات. وسيكون من بين المشاركين عدد من المؤسسات التعليمية في مقدمتها جامعة الإمارات العربية المتحدة، حيث يولي إكسبو 2020 دبي اهتماما كبيرا بمستقبل التعليم. 

ويتجلى هذا الاهتمام في عدد كبير من المبادرات التي أطلقها إكسبو 2020 دبي، ومن بينها برنامج إكسبو للمدارس وبرنامج الابتكار للجامعات، وبرنامج منح الابتكار المؤثر، الذي قدّم منحاً لعدد من الحلول المبتكرة التي تخدم القطاع التعليمي في مختلف أنحاء العالم. 

ويعمل برنامج إكسبو للمدارس على إلهام الأجيال الشابة من خلال الانخراط في العمل مع المدارس والمعلمين في أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد وصل بالفعل إلى أكثر من 58 ألف طالب في أكثر من 700 مدرسة في الإمارات، وأشرك أكثر من سبعة آلاف و700 معلم من المدارس الحكومية والخاصة في أنحاء الدولة لمناقشة كيفية إشراك طلابهم في الدورة المقبلة من إكسبو الدولي.

وقدّم برنامج الابتكار للجامعات منحا إلى 47 فريقا طلابيا، بقيمة تصل إلى 50 ألف درهم إماراتي لكل ابتكار، بالإضافة إلى حصولهم على الانتشار والدعم للمساعدة على تطوير حلولهم المبتكرة للمشاكل الملحة في الدولة والمنطقة.

لذا فإن الإرث الذي سيتركه إكسبو 2020 دبي سيحقق بالتأكيد نقلة نوعية في المنظومة التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي محيطها الإقليمي.

إرث مستدام يخدم التعليم في دولة الإمارات والعالم

ستبقى أكثر من 80 في المئة من منشآت إكسبو 2020 دبي قائمة بعد إسدال الستار على فعالياته لتكون جزءا من المدينة المستقبلية دستركت 2020، التي ستحتضن طائفة متنوعة من أرقى مرافق الابتكار والمرافق التعليمية والثقافية والترفيهية.

ومن بين المرافق التعليمية التي سيستمر إسهامها في مرحلة إرث إكسبو، بيت بادن-فورتمبيرغ، الذي سيبقى بعد إسدال الستار على الحدث في العاشر من إبريل 2021، ليكون مركزا للتعليم ويسهم في إرث إكسبو في تواصل العقول وصنع المستقبل في إطار الاستدامة التي يتبناها إكسبو 2020 دبي.

وسيتحوّل جناح الاستدامة في إكسبو 2020 دبي أيضا إلى مركز للعلوم والأطفال بعد ختام الحدث الدولي. 

وستوفر مدينة دستركت 2020 دبي بيئة مثالية لاحتضان المؤسسات التعليمية التي تقوم على المفاهيم الحديثة للتعليم، كونها مدينة متكاملة متصلة اتصالا قويا بالعالم، ستضم الكثير من الشركات والمؤسسات التي تعني بالابتكار والتعليم. وقد أبدى اثنان من شركاء إكسبو 2020 دبي من فئة شريك رسمي أول، وهما سيمنس وأكسنتشر، التزامهما بأن يفتحا مقرين دائمين في "دستركت 2020"، حيث ستنقل شركة سيمنس مقرها للعمليات اللوجستية العالمية للمطارات والموانئ والشحن، في حين ستفتتح أكسنتشر مركزا رقميا في دستركت 2020. 

لذا فإن الإرث الذي سيتركه إكسبو 2020 دبي سيحقق بالتأكيد نقلة نوعية في مسار الحركة التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي محيطها الإقليمي.