«الحرس» يستدرج إعلامياً معارضاً من فرنسا
طهران تنشر صوراً تظهر ثقبين في هيكل الناقلة «سابيتي»
أصدر«الحرس الثوري» الإيراني، أمس، بياناً أعلن فيه اعتقال المعارض روح الله زم، مدير قناة «آمد نيوز» على التلغرام بعد استدراجه إلى داخل البلاد.واتهم «الحرس»، المعارض المعروف بنشاطه الإعلامي وكشفه وثائق عن مسؤولي النظام، بالعمل «تحت إشراف الاستخبارات الفرنسية».وأفاد بيان «الحرس» بأن زام الذي يعتقد أنه كان يقيم في فرنسا، اعتقل داخل البلاد في إطار «عملية معقدة واحترافية» نفذها جهاز استخباراته.
يأتي ذلك في وقت توقفت بشكل شبه نهائي مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الهادفة لتهدئة التوتر الايراني ـــ الأميركي عبر انقاذ الاتفاق النووي والبحث في توسيعه ليشمل هواجس واشنطن.وكان ماكرون بذل جهودا حثيثة، انتهت أخيراً بالفشل، لجمع الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني خلال اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.ولم يتضح إذا كان اعتقال روح الله زم، رسالة من «الحرس الثوري» لـ»انعاش ذاكرة» باريس على حد قول أحد المراقبين بضرورة استئناف مبادرتها أو إذا كان محاولة من «الحرس» الذي يسيطر عليه التيار المتشدد لإحراج روحاني والتشويش على اتصالات قد تكون متواصلة بين فريق الحكومة الوسطية وباريس. على صعيد آخر، نشرت إيران أمس صوراً تظهر ثقبين في هيكل ناقلة النفط «سابيتي»، التي كانت ترفع العلم الإيراني عندما تعرضت لحادث غامض قبالة السواحل السعودية الجمعة الماضية. وتشير الصور إلى أن انفجارين منفصلين وقعا على متن الناقلة قبالة سواحل مدينة جدة.ويعود تاريخ الصور التي نشرتها شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية إلى أمس الأول، وتظهر ثقبين في الجانب الأيمن من السفينة فوق سطح الماء. لكن شركة ناقلات النفط الإيرانية الحكومية نفت التقارير التي أشارت إلى أن الهجوم تم من الأراضي السعودية.وقال مسؤول إيراني إنّ ناقلة النفط وصلت إلى مضيق باب المندب أمس متوقعا وصولها إلى ميناء بندر عباس جنوب إيران في غضون 9 أيام، ومشيراً إلى أنّ حمولتها كانت 140 طنّا من النفط الخام. وتسبب الهجوم الذي قالت طهران إنه ناجم عن استهداف بصاروخين، بتسرب النفط من الناقلة إلى البحر الأحمر، قبل أن تتم السيطرة على الوضع.وأمس الأول، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرواية الايرانية حول الناقلة «غير كاملة»، داعيا إلى «التريث لمعرفة ما حدث قبل القفز إلى استنتاجات».وجدد الجبير، أمس الأول، التأكيد أن «المملكة لا تنتهج مثل هذا السلوك أبداً، كما أنها ليست الطريقة التي تعمل بها، ولم يكن هذا أسلوبها في السابق».وكانت الرياض نفت السبت الماضي أي مزاعم بشأن ضلوعها في الهجوم على «سابيتي»، وقالت إنها تلقت استغاثة منها لكنها أبحرت قبل اغاثتها وأغلقت أنظمة التتبع الآلي ولم ترد على محاولات الاتصال بها.وهذه أول سفينة إيرانية يتم استهدافها منذ سلسلة هجمات طالت سفنًاً في الخليج واتهمت واشنطن طهران بالوقوف وراءها.كما اتهمت واشنطن طهران بالتورط في الهجوم على منشآت «شركة أرامكو» في المنطقة الشرقية بالسعودية، وهو أمر تنفيه إيران.