روح شوقي تغرد شعراً!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
يا ذات قدٍّ بالطلاوة مائسِ عوَّذتُ عرسَكِ بالرسولِ وآلِهِإن كان "مُؤنِسُكِ" الوفي سلالةً من "طه" نعم الإلف في أفضاله"طه" الرفيع الفذ كعبة من يفي حق الفطاحل في مديح خصالِهالعلم طوّق والمعارف بابه والفقه يقصد حجةً بسؤالِههذي القطوف بصرفها من كرمتي كم راقكِ العنقودُ يومَ قطفتِهللروح مقدرة القدوم بخلوةٍ تحويه بالوجدان إن أرهفتِه• وأملى قصيدة طويلة يرد فيها على المشككين في وجود الأرواح:والروح من روض الخلود سُلافه يجلو الظما ما كان من تسكابِهوغداً يهز العالمين يقينه جهراً لصد معارض ومُجابِهِإن يَقبعِ الجُهالُ فالعلم استوى يغزو السماء ببازه وعُقابِهِواليُمنُ واتى الباحثين هدايةً جاءت بوصلِ النأي في إغرابِهِأقطاب علم الروح فيض بحوثِكم يطوى المضلل في فلولِ عُبابِه هذا التدفق والأثير وسيلةٌ يحكي سموَّ الروحِ في إنجابِه• وتملي روح أمير الشعراء هذه القصيدة، وهي عبارة عن نصائح:أخلفت ظنك في إشراقة الظفَر ورميت ذرعك في أحبولة العدمِحتى خشيت عداء الدهر يا لهفي ما الجُبن صبغة مغوارٍ ومعتصمِماذا يضيرك أن تنسى بلا مللٍ فيمَ التوغل في آهات مضطرمِ؟إن أنت شئتَ ملال العيش مرتضياً أين الرجولة واستقرار محتشمِ؟• كما شاركت روح شوقي في الاحتفال بعيد الأم:ما الأم إلا منحة قدسية فهي المؤيدُ بالهنا والمسعدُكالشمس وهبٌ للخليقة وهْجُها ليست تروم له الجزاء وتنشدُتحيا بروعتها النفوس قريرةً فكلاهما ذخرٌ يشاء وموردُما الأم إلا الطيب يحرق عوده والناس ينعشها الشميم فتسعدُللأم ما بين الضلوع مرابضٌ نُصُبٌ لها بعد الإله ومعبدُ***• قارئي الكريم:قصائد شوقي في هذا الكتاب احتوت على ما يشبه المعايشة اليومية للأحداث التي مرت بها مصر بعد وفاته بعقود طويلة، وسأكتفي بهذا القدر من النماذج التي جئت عليها، وأترك لك الحكم على مثل هذه الظاهرة، وأنا هنا لست سوى كاتبٍ قرأ الكتاب، ووقف أمام هذه الظاهرة، ولكنه لا يتبناها.