ما أسوأ بنية تحتية في العالم؟ قد يذكر البعض دولا معدمة معينة، وقد تكون إجابتهم صحيحة حسب الوثائق والتقارير ومولانا غوغل، ولكنها لن تكون صحيحة في واقع الحال وحسب رأيي الشخصي البحت، فما أعتقده وما أنا متيقن منه هو أن أسوأ بنية تحتية في العالم منطقا لا واقعا هي "البنية التحتية للحوار العربي"، وسأثبت لكم هذا بالدليل القاطع من خلال السطور التالية: في البدء تعريف البنية التحتية البسيط يتلخص في أنها شبكة الطرق والجسور ومختلف الخدمات كالماء والكهرباء والاتصالات وخلافه، ولنتخيل هنا ولتقريب الصورة أن فكرة ما أيا كانت وأيا كان صاحبها حاولت شق طريقها عبر بنية تحتية يضمها حوار عربي، هل تعتقدون أنها تستطيع إكمال دربها وتحمل رداءة شوارع الحوارات العربية بدون أن تقع في حفرة سوء ظن؟! أو تصطدم بأرصفة سوء فهم؟! أو تعانق موضة مواقع التواصل "أعمدة الإثارة" كفراش متهور يسير سعيداً نحو قبره الناري الملتهب؟ هل تظنون أن الفكرة ستسلم من زلازل مطبات الإقصاء والتهميش وحمم براكين الاستهزاء؟!
من خبرة أدعي امتلاكها أقول لكم صادقا: قلما نجحت فكرة مهما كانت في الخروج من فخ مسارات وشوارع النقاش العربي، وإن استطاعت ذلك بمعجزة وسلمت بمضمونها فسيكون هذا تهيئة لمرحلة أخرى أشد قسوة ستقطع فيها مياه التفاعل عنها في حال تجاوزت المسموح، أو تصعق بكهرباء الملاحقات الاجتماعية والقانونية، وأيضا النخبوية في حال سارت عكس التيار أو حاولت ذلك حتى!يا سادة البنية التحتية للحوار العربي هي أسوأ بنية تحتية قد توجد في العالم، وحتى في المجرة، فلا تفكروا في إجابة غيرها، وإن لم تصدقوا كلامي هذا فحاولوا وضع إطارات أفكاركم في اختبار مع بنيتنا التحتية الخوارية عفواً الحوارية وأدخلوها برجل فكركم اليمنى أو اليسرى أو الوسطى، وجربوا بأنفسكم مسارات طرقها وشوارعها وجسورها وخدماتها، وهذا ميدان الحوار العربي، يا... إنسان.
مقالات
خارج السرب: أسوأ بنية تحتية في المجرة!
16-10-2019