قالت الشيخة جواهر القاسمي، مديرة مؤسسة "فن" ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إن الدورة الحالية من المهرجان تشهد مشاركة فئة الشباب في المسابقة الرسمية، معتبرة أن مسألة توسع المهرجان، ليشمل فئات أخرى، بحاجة للتأني.وذكرت أن المهرجان اهتم منذ الدورة الأولى بالطفل، ثم جاءت فكرة استقطاب الشباب خلال الدورة الحالية، كما أن "لديَّ قناعة بضرورة التأني في اتخاذ قرار التوسع، فيجب أن يتدرَّج أي مشروع فني من مرحلة إلى أخرى، وأي شيء يبدأ كبيرا يسقط سريعا".
وحول اطلاعهم على التجارب الأخرى من المهرجانات العالمية، أوضحت: "لدينا زيارات على مدار العام لمهرجانات عالمية، سعيا للاستفادة من تجربتهم، حيث سبق أن زرنا المهرجانات السينمائية في كان وبرلين والسعودية، ونحاول قدر المستطاع عدم تكرار الزيارة لنفس المهرجان، بهدف التنويع".
تحديات
وعن أبرز التحديات التي تواجههم خلال التحضير لدورات المهرجان المختلفة، أوضحت الشيخة جواهر: "عندما نجلس في اجتماعات ما بعد كل دورة أطلب من فريق العمل التطرق للسلبيات والأخطاء التي وقعنا بها، لتفادي أي هفوة مستقبلا".وتابعت: "أول تحدٍ بالنسبة لنا كان عقلية المتلقي، والتدرج الذي واكب إطلاق المهرجان، ففي الدورة الأولى اقتصر الأمر على عرض أفلام فقط، ولم يواكب الحدث ورش أو فعاليات، وكان هذا الشيء عن عمد، ليستوعب الجمهور ماهية المهرجان السينمائي، وأن ما يعرضه من أعمال تتضمن الصواب والخطأ، وهنا يجب أن يأتي دور الأسرة لتوجيه الطفل، من ثم تدرَّجنا، مع الحرص والدقة في اختيار الأعمال التي تُعرض بما يناسب المجتمع".وأكدت القاسمي أن "التحدي الثاني الذي واجهنا، هو عدم وجود أفلام إماراتية، واليوم لدينا 7 أفلام، بعدما أصبح مهرجان الشارقة منبرا لعرض تلك الأفلام".أهمية القراءة
وشددت مديرة مؤسسة "فن" على أهمية القراءة في التكوين النفسي والمعرفي للطفل، وقالت إن اختيار الشارقة عاصمة للكتاب لم يأتِ من فراغ، بل نتاج جهد كبير، وأكدت ضرورة أن يغرس الأهل في الطفل حب القراءة منذ الصغر.وحول مدى تأثير الفيلم في الطفل مقارنة بالكتاب، بينت أنه "شيء شخصي، ويختلف من إنسان إلى آخر، فهناك مَن يفضِّل قراءة رواية، من ثم مشاهدتها كفيلم أو العكس، لكن في الأغلب للطفل السينما تجذب بصورة أكبر، خصوصا مع الإبهار، من حيث الصورة والمؤثرات والموسيقى، وما إلى ذلك من مكونات العمل السينمائي"، مؤكدة ضرورة مواكبة التطور.المنافسة
وقالت الشيخة جواهر: "كعرب لدينا القدرة على منافسة الأفلام السينمائية الغربية، لكن عندما تتوافر لدينا الثقة والرغبة في ذلك. يجب ألا نقلد الغرب، بل نعمل ونستثمر المواهب التي لدينا، ونثق في أنفسنا، ونقدم إرثنا وتجاربنا للعالم".وأشارت إلى أن هناك العديد من الأسئلة التي تُطرح حول صندوق الدعم، لافتة إلى أن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى دراسة، خصوصا أن هناك العديد من صناديق دعم صناعة السينما التي تم إطلاقها، من ثم أغلقت في دول عدة، موضحة: "لذلك يحتاج الأمر إلى دراسة، حتى لا نكرر أخطاء غيرنا"، مشيرة إلى أن إدارة مهرجان الشارقة تختار الإيجابيات من المهرجانات الأخرى، وتتفادى الأخطاء.آلية الاختيار
وعن آلية اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان، خصوصا أن عدد الأفلام المتنافسة هذا العام تضاعف ثلاث مرات، أوضحت القاسمي: "مثل أغلب القواعد والشروط التي تضعها المهرجانات العالمية لاختيار الأعمال التي تنافس على جوائزها، مثل: ألا يكون مرَّ على إنتاجه أكثر من عامين، وأن تكون الأفلام هادفة، فضلا عن عدم الدخول في السياسة أو خدش الحياء، أو تناول أي موضوعات دينية".وأضافت أن "هناك أفلاما من صُنع الأطفال، وبعضها يُرفض، ودور المهرجان هو إقامة ورش للأطفال الذين رفضت أفلامهم، بحيث يتم تهيئتهم نفسيا لتقبل النقد والمنافسة في جو صحي، وأن المهرجان لا يقتصر على الترفيه فقط، بل الترفيه والتعليم"، لافتة إلى أن اختيار لجان التحكيم من الأطفال يتم وفق قواعد.العقل: الأفضلية للمسرح لأنه الأصل وأبو الفنون
شهد اليوم الثاني لأيام مهرجان الشارقة الدولي سلسلة من الأفلام وورش العمل التفاعلية والجلسات النقاشية التي تتناسب مع جميع الفئات العمرية، والتي أقيمت في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.ومن الأفلام التي حظيت بإقبال جماهيري كبير وصلة البرغي وذكريات مارا وفي الهواء الطلق وخبز البحر وذكرى صامتة وفقدت أبي وغيرها من الأفلام مختلفة القوالب.وعلى مستوى الجلسات النقاشية استعرض الفنان عبدالرحمن العقل بدايات مسيرته الفنية مع فرقة مسرح الخليج العربي عام 1970، كاشفا أن موهبته لم تكن نتاجا للاختلاط بفنانين ومحترفين، بل بفضل النشاط المدرسي والأندية الصيفية، مضيفا أن بدايته في المسرح والتلفزيون، الذي انتقل له فيما بعد، كانت ببطولة.وأكد العقل أن الشارقة تعيش حالة ثقافية استثنائية في المنطقة العربية والعالم، مشيدا بإنجازات الشيخ د. سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، واهتمامه بالثقافة والفنون، وكيف استطاع برؤيته إيصال إمارة الشارقة إلى العالمية.وعن المسرح بين الثمانينيات واليوم، قال الفنان المسرحي والتلفزيوني: "إن الأمر فيما مضى كان أقل تعقيدا، لبساطة تلك المرحلة الزمنية، حيث كان المسرح يتناول قضية واحدة ويركز عليها، أما اليوم، ومع التعقيد الذي يبسط أذرعه على مجمل حياتنا، فالمسرح مطلوب منه أن يتحدث عن جملة من القضايا؛ الإنسانية والاجتماعية، كما أن المسرح قديما، كان يتطلب الإعداد له فترات طويلة وجهدا شاقا، لكن اليوم الأمر أبسَط بمراحل، بفضل التقدم التقني".وأشار العقل في معرض رده على أسئلة الحضور إلى أن الأفضلية تبقى للمسرح، بفضل التفاعل المباشر مع الجمهور، واصفا إياه بأنه "الأصل" و"أبو الفنون"، مؤكدا أهمية النظر إلى المسرح بوصفه وسيلة للتغيير، ساردا للحضور كيف استطاع أن يحدث تغييرا في القانون الصحي بالكويت، بواسطة إحدى مسرحياته التي تناولت قضية متعلقة به.