كشفت مصادر مطلعة لـ «الجريدة» أن التفاهم على انتشار الجيش السوري في مناطق شرق الفرات بعد انسحاب قوات «سورية الديمقراطية» تم بعيداً عن أي دور إيراني، حيث لم تعلم به طهران إلا في اللحظات الأخيرة، وأن الدور الأكبر في إقناع القيادات الكردية بسحب القوات لعبته القاهرة التي دخلت على الخط بعد الانهيار السريع لـ «قسد» في اليوم الأول للعملية العسكرية التركية في شمال شرق سورية.وأوضحت المصادر أن موافقة قيادات «سورية الديمقراطية» على الاقتراح المصري بنشر الجيش السوري لم تكن صعبة، وتمت بعد جلسة لوفد يمثّل الأكراد استمرت عدة ساعات، السبت الماضي، في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية بالقاهرة، ليبدأ على الفور التفاوض حول التفاصيل، بعد أن انتقلت رعاية هذا الاتفاق إلى روسيا، التي استضافت ممثلي الجانبين الكردي والحكومي في قاعدتها العسكرية في حميميم باللاذقية. وأشارت إلى أن المفاوضات في القاعدة الروسية التي بدأت مساء السبت واستمرت حتى فجر اليوم التالي، ناقشت كل تفاصيل مسارات انسحاب القوات الكردية، وانتشار الجيش السوري بدلاً منها، حيث كان الهدف الأساسي الذي وضعه الخبراء العسكريون الروس هو ضرورة ضمان أن تدخل القوات السورية النظامية مدينتي عين العرب ومنبج قبل وصول طلائع القوات التركية إليهما، والذي كان متوقعاً قبل انتهاء ساعات نهار الأحد الماضي، بسبب ضعف مقاومة «قسد».
وأضافت المصادر أن اهتمام الروس كان منصبا على عدم حدوث أي اشتباكات بين الجيشين السوري والتركي، للوصول إلى نقطة توازن في مسرح العمليات تم بعدها البدء في اتصالات بوساطة روسية لتثبيت الوضع عسكريا.وأكدت أن القاهرة كانت تتابع من قرب اجتماع حميميم، بما يشير إلى أن انخراطها في الملف السوري قد يستمر خلال الفترة المقبلة.
دوليات
القاهرة لعبت الدور الأكبر بالاتفاق الكردي مع دمشق
16-10-2019