عبرت فرقة "الإخوة الحسن" عن انفرادها بلون فني وموهبة حقيقية، ضمن الموسم الثقافي الخامس والعشرين لدار الآثار الإسلامية يعد الثاني من نوعه، بعد حفلها الأول في الموسم الثقافي الماضي.وتميز الحفل الذي أقيم، أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي بحضور كبير ومتنوع بين المستمعين العرب والأجانب وخصوصاً الجالية الإسبانية التي وجدت في "الإخوة الحسن" مزجاً فريداً بين ثقافتهم بالوطن الأم والوطن المقيم.
أما الحضور العربي من المواطنين والعديد من الجاليات العربية، فقد عاد إلى الماضي على بساط سحري راقص، ليس فقط للارتباط التاريخي بين الثقافة الأندلسية والمنطقة العربية، بل اعتماداً على الصوت العربي الحساس والمفعم بالحيوية والقوة لمطرب الفريق وعازف الغيتار "علي الحسن" الذي أبحر بين الإسبانية والعربية في قارب هادئ وعلى وقع أنغام الموجات الموسيقية.وتفاعل الجمهور مع الحفل كما تفاعل العازفون أنفسهم مع ما يقدمونه من مقطوعات موسيقية وألحان لأغنياتهم القديمة والمعاصرة، فالجميع تمايل، وتعالى صوت تصفيق الجمهور وترديد الأغنيات بتفاعل شديد.
«هنا والآن»
وقدمت "الإخوة الحسن" عدداً كبيراً من أشهر أغنياتها، وافتتحت الحفل بأغنيتها الشهيرة "mi Luna"، ثم "هنا والآن" الشهيرة، وتتابعت أعمالها المتنوعة بين الأغنيات والمقطوعات الموسيقية وأبرزها "More than feeling"، و"Yo te quiero"، و"La dona"، و"Viento del arena" لفريق "Gipsy Kings"، و"Como el agua" للمطرب الإسباني "Camaron".كما قدمت الفرقة بالحفل أغنية "Rey del mundo"، لـ "Kings of the world"، و"Solo quiero mirarte"، و"Muhye elhawa" أو "محيي الهوى" تراثية للشاعر الراحل عبدالله الفرج، و"Ya omri"، و"While my guitar gently weeps"، و"Here comes the sun"لـ "Beatles"، و"Zors night"، و"Delaila" لـ"Tom Johns"، وانتهت الحفل بأغنية "More real than reality" أو "واقعية أكثر من الواقع".إشادة الحضور
ولم ينته الحفل بانقطاع المقطوعات الموسيقية والوصلات الغنائية، بل بدأت جولة جديدة من إشادة الحضور بالفرقة والحرص على تحية أعضائها على الحفل المميز، مع الحرص على التقاط الصور التذكارية معهم، سائلين عن موعد الحفل المقبل، وإمكان تجدد اللقاء في القريب.وعبر الجمهور بطريقته الخاصة عن تفاعله مع ما قدمته الفرقة وتشوقه للمزيد والقادم من الأعمال والحفلات الغنائية، وخصوصاً على مسرح مركز اليرموك الثقافي الذي يستضيف الفرقة للمرة الثانية بعد النجاح والإقبال الذي حققه حفلها الأول.وتتألف الفرقة الغنائية الكويتية "الإخوة الحسن" من الأخوين علي الحسن وهيثم الحسن، وعازف "البيز" ستيفن نعيم، وعبدالرحمن عيسى على آلة "الكاخون" الإسبانية الأصل.ألبوم جديد
من جانبه، أكد المطرب علي الحسن لـ"الجريدة" سعادته بالحفل والحضور المميز والتفاعل الكبير مع الحفل، مقدماً الشكر لاستضافة فرقته على مسرح مركز اليرموك في فعاليات مهمة ومتجددة.وأضاف أنه يستعد لطرح ثاني ألبومات الفرقة، بعد أن صدر الألبوم الأول في 2017 بعنوان "هنا والآن"، موضحاً أنه جارٍ حالياً تنفيذ أغنيات الألبوم الجديد الذي يترقبه جمهوره.وأشار إلى أن الألبوم يضم حوالي 12 أغنية، مختلفة عما تم طرحه سابقاً، مؤكداً أن الجمهور تعلق بما طرحته الفرقة من أعمال غنائية ولون جديد مما انعكس على احتفالية الألبوم التي تم تنظيمها بحديقة الشهيد عقب إطلاقه، وحازت حضوراً كثيفاً، ما يدفع لاختيار أعمال مختلفة وأكثر تميزاً في الألبوم المرتقب.حفل دبي
ورغم إحياء الفرقة العديد من الحفلات محلياً، فإنه لم يتسن لها حتى الآن الخروج في جولة خارجية رغم أدائها العالمي والمتقن، إذ أوضح علي الحسن أن الفرقة تلقت عرضاً لإحياء حفل بدبي لكن لم يتم تنفيذ العرض.وعبر عن سعادته بما قدمه من أعمال رغم حداثة الفرقة التي تكونت في عام 2015 وطرحت أول ألبوماتها في 2017 ومنذ ذلك الحين ولها قاعدة من الجمهور والمتابعين تتزايد باستمرار.وعن سر إجادته الغناء بالإسبانية كشف المطرب علي الحسن أنه يغني باللغة الإسبانية تأثرا بهذا اللون الثقافي والموسيقي الساحر الذي استهواه منذ عشرين عاماً رغم عدم معرفته باللغة الأسبانية في الأساس فهو حاصل على بكالوريوس الإعلام، لكنه بدأ منذ ثلاث سنوات فقط، مع احترافه الغناء، تعلم اللغة الأسبانية.