تعمل الأسعار المرتفعة بشكل مفرط على تحويل مستويات عالية من النقد إلى الأصول متنامية القيمة، متسببة في كثير من الأوقات بخلق الفقاعات التي تكرهها الأسواق المالية والاقتصادات، والتي مع انفجارها تنهار الأسعار وتزداد حالات الإفلاس ويقترب الركود.الرهون العقارية عالية المخاطر، وطفرة «دوت كوم»، وتضخم سوق الأسهم في عشرينيات القرن الماضي، هي أمثلة بارزة على مثل هذه الفقاعات المذبذبة للاستقرار، إضافة إلى أمثلة أقدم مثل «هوس التوليب» وفقاعة «بحر الجنوب».
ورغم محاولات الاقتصاديين للتعلم من التاريخ، يظل اكتشاف الفقاعات في الوقت المناسب مشكلة، ومع ذلك، فليس هناك ما يمعنهم من التوقف عن المحاولة.
فقاعات محتملة تهدد استقرار العالم
المنازل
- ارتفاع أسعار المنازل هو مصدر قلق تقليدي، مستمر منذ زمن بعيد، وقد يعكس العوامل الاقتصادية الأساسية، مثل ارتفاع عدد السكان وتباطؤ مستويات البناء وتزايد الرواتب والرهون العقارية الرخيصة.- لكنها يمكن أن تشكل فقاعة للمضاربين، مدفوعة بالقروض المحفوفة بالمخاطر في بعض الأسواق، ويعتقد مصرف «يو بي إس» أن ميونخ هي المدينة الأكثر خطراً في الوقت الحالي، تليها أمستردام وفرانكفورت وباريس.- يقول محللو المصرف، إن أسعار الفائدة السالبة في منطقة اليورو هي أحد الأسباب وراء ذلك، إذ تدفع المستثمرين للبحث عن أي شيء يحقق عائداً قوياً.- تصنيف «يو بي إس» الذي ضم هونغ كونغ وفانكوفر وتورونتو أيضاً ضمن فئة «منطقة خطر الفقاعة»، حذر من خطر الانهيار المفاجئ للأسعار بعد ارتفاعها سنوات.- ليس بالضرورة أن تكون نهاية الفقاعة مأساوية، فعلى سبيل المثال تنكمش الفقاعة في لندن بمرور الوقت متسببة في هبوط هادئ للأسعار.السندات الحكومية
- تنعكس أيضاً أسعار الفائدة السالبة على السندات الحكومية، إذ يتم تداول نحو 15 تريليون دولار منها بعائدات دون الصفر، أو بعبارة أخرى، وفق أسعار مرتفعة جداً.- قد يكون ذلك فقاعة لأن الأسعار مرتفعة بشكل حاد، لكن هناك أسباباً أساسية لهذا الارتفاع، مثل وفرة المدخرات والفائدة المتدنية والتيسير الكمي.- ترجع «كابيتال إيكونوميكس» الانخفاض الكبير في العائدات خلال الثلاثين عاماً الماضية إلى القوى الهيكلية، إذ كان هناك انخفاض ثابت في معدلات الفائدة الحقيقية.- مع ذلك، فقد كان من الملحوظ أن الزيادة الهائلة في حجم السندات السالبة يدفع المستثمرين العالميين إلى القبول بمخاطر أكبر على استثماراتهم بحثاً عن العائد في أصول أخرى.ديون الشركات
- حذرت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بورز» من أن تؤدي الرافعة المالية العالية للشركات، في ظل ضعف نمو الأرباح، إلى تعاظم المخاطر.- خفضت البنوك معايير الاقتراض، خصوصاً في الولايات المتحدة، وتدفق المستثمرين باتجاه سندات الشركات منخفضة الجودة.- يقول محافظ بنك إنكلترا السابق الذي عاصر الأزمة المالية العالمية ميرفن كينغ، إن ديون الشركات باتت أكبر خطر في العالم، مضيفاً أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة خلال السنوات المقبلة، ستنكشف الحالة الحقيقية للميزانيات العمومية التي تم إخفاؤها بموجب قواعد متعلقة بقيمة القروض.- شهد سبتمبر الماضي وصول مبيعات الشركات من السندات إلى مستوى قياسي عند 434 مليار دولار، وهو ما يعتبره محللون استجابة لانخفاض عائدات سندات الحكومات.- حذر كينغ من أن إجمالي الدين لنسبة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أصبح أكبر مما كان عليه قبل الأزمة مباشرة.الأسهم الجديدة
- خلال العقد الماضي صعدت مجموعة من الصناعات الجديدة بفضل الابتكارات الرقمية والعلمية التي خلقت قيمة هائلة للعملاء والمستثمرين والعمال.- لكن عندما يكون من الصعب في البداية تحديد الأفكار التي ستكون ذات قيمة أو مضيعة للوقت، يبدأ الخوف من خطر تشكل الفقاعات.- قبل بضعة أشهر، كانت تحظى شركة «وي ورك» التي تتيح المساحات المكتبية المشتركة، بقيمة سوقية تبلغ 47 مليار دولار، لكن بعد فشل عملية الاكتتاب العام، يحتمل خفضها إلى ما دون 10 مليارات دولار.- على النقيض، فإن سهم شركة «بيوند ميت» التي تنتج أغذية شبيهة باللحوم لكن من النباتات، ارتفع بعد طرحه للاكتتاب في مايو من 25 دولاراً إلى قرب 150 دولاراً في الوقت الراهن.- أبرز مثال على فقاعة الأسهم المخيفة، تلك المرتبطة بأعمال «بلوك شين» والتي قفزت لعنان السماء تزامناً مع طفرة «بتكوين» التي اقتربت من 20 ألف دولار، قبل أن تهوي إلى قرابة 8 آلاف دولار حالياً.الأسهم الآمنة
- كانت السندات في يوم ما، ملاذاً آمناً مقارنة بالأسهم، لكن المستثمرين الذين يخشون وجود فقاعة في السندات تحولوا إلى الأسهم الدفاعية، التي تقدم أداءً جيداً في الأوقات الاقتصادية السيئة.- قطاعات مثل السلع الاستهلاكية والبرمجيات، هي من بين هذه الفئات الدفاعية التي يفضلها المستثمرون، لكن مع ارتفاع شعبيتها مؤخراً، ارتفعت أسعارها وشكلت هي نفسها خطر حدوث فقاعة.الصين
- تشكل قطاعات الإسكان، والبنوك، وبنوك الظل، والأسهم، والسندات، وديون الحكومات المحلية، مخاوف من تكوين فقاعات في الصين.- العامل الرئيسي هو ارتفاع الديون إلى مستويات كانت مقتصرة فقط على البلدان الغنية، بخلاف الصين التي لا تحظى بنفس درجة الثراء، على الأقل من حيث نصيب الفرد.- هذا يثير مخاوف من عدم استدامة ديونها، الأمر الذي قد يتسبب في انهيار الأسواق حال فشلت البلاد في الحفاظ على معدل النمو.