شهر أكتوبر يشهد عادة صولات وجولات نيابية للتسخين قبل بدء دور الانعقاد، بعد إجازة طويلة شهدت هدوءاً نسبيا لدى بعض النواب الذين أطلقوا العنان لصعود أول طائرة للتنفيس عما يدور في خلجاتهم، والهرب كالعادة من الناخبين وقائمة الطلبات التي لا تنتهي، كحال لسان بعضهم ممن يجدونها فرصة للتواري عن الأنظار، خصوصا الذين لا يحركون ساكنا بسبب مواقفهم السيئة، ودورهم الذي يقف عند كراسيهم في المجلس أو عند بعض الوزراء للقفز على القانون في بعض المعاملات. وخلال الأيام القليلة المقبلة ستظهر بعض الأصوات للتصعيد الذي ظاهره شيء وباطنه أشياء باتت واضحة للجميع، وبإذن مسبق من بعض المعازيب الذين يرغبون في إعطاء نوابهم دوراً وهمياً يعيدهم إلى الشارع الذي أداروا ظهورهم لقضاياه الحقيقية.
هناك من وضع أجندة للتصعيد عبر تهديد بعض الوزراء والتلويح بمساءلتهم، رغم أنها فقاعات ما إن تتصاعد حتى تختفي مع أول نفخة، وهناك من بدأ بعقد الاجتماعات مع فريقه لإيجاد آلية جديدة لتحسين صورته أمام الشارع الكويتي وناخبيه في الدرجة الأولى بعد مواقفه السيئة الذكر، والتصويت على قضايا تتعارض مع مصلحة المواطنين والمواطنات لأنهم يعلمون جيدا أن هناك فئة من الناخبين سرعان ما تتم إعادة برمجتهم وغسيل مخهم لكي ينسوا الماضي ويبدؤوا من جديد بالدعم والتأييد بعد تمرير معاملاتهم المخالفة.الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت لكنها ستكون بمثابة اختبار حقيقي لبعض النواب الذين قد يدفعون ثمن مواقفهم السيئة في الانتخابات القادمة التي أعد لها البعض مبكرا عبر اختيار من سيمثلهم. المواطنون والمواطنات الذين ملوا من مواقف بعض النواب يتوعدون بالمحاسبة رغم أن الآمال أصبحت ضعيفة على بعض الناخبين الذين سرعان ما يتراجعون عن مبادئهم، مقابل بعض المصالح الخاصة التي يدفع ثمنها الوطن عادة.إن بعض الناخبين بحاجة إلى إعادة وضع مصلحة الوطن نصب أعينهم دون الالتفاف حول بعض الممثلين الذين لا يهمهم سوى جيوبهم وتضخيم حساباتهم ومشاريعهم، وإن المطلوب من بعض النواب الإصلاحيين أن يضعوا القضايا التي تهم الشعب ضمن أولوياتهم حتى يكشفوا زملاءهم الذين يقفون عادة ضد مصالح المواطنين، وبالتالي الصورة ستتضح، وسيكون الناخب هو الحكم في حسم الأمور، خصوصا أن دور الانعقاد الحالي سيكون أمام جملة من القضايا الصعبة التي ستضع السلطتين التشريعية والتنفيذية أمام مسؤوليات مصيرية.
مقالات - اضافات
شوشرة: مفاجآت أكتوبر
18-10-2019