أولاً وأخيراً: التهوين والتهويل في قضية الوافدين
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
فهناك شريحة منهم بلاهوية وهي عنصر غير فعال لا تستطيع الدولة أن تستفيد منهم، بل يصبحون عبئاً على المجتمع، أما جانب المقيمين بصفة دائمة فيتعرضون لأزمة ثبات الرواتب وزيادة رسوم بعض الخدمات في الصحة والمدارس، الأمر الذي يجعل هؤلاء تحت ضغط نفسي وعصبي يؤثر في قدراتهم الإنتاجية وعدم الكفاءة بالعمل. وما بين أسلوب التهوين للمشاكل التي يتسبب بها الوافدون للمجتمع الكويتي الذي يتبناه البعض ويدافعون عنهم باستماتة وبين أسلوب التهويل الذي يمارسه البعض، وخصوصاً الذين يتكسبون انتخابياً وشعبياً، فيطرحون مقترحات تشمل جميع الوافدين بلا استثناء، ويحملونهم مسؤولية كل المصائب التي تحدث في البلاد، نجد تناقضاً في تقييم هذه القضية الحساسة، ولا نرى تصورات أو حلولاً من قبل الحكومة سوى الحديث عن الإحلال والتكويت في الوقت الذي تفتح فيه "الباب على الواسع" للشركات الوهمية وتجار الإقامات لجلب المزيد من العمالة الهامشية التي تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد أمن الكويت وسلامتها، وكذلك تضر بسمعتها الدولية في مجال الاتجار بالبشر، وإساءة معاملة الوافدين. فجميع الدول فيها وافدون، ولكن بطريقة مقننة لا تهدد تركيبة المجتمع، ولا تسلب حقوق أبنائه في الوظائف والخدمات، كما يحدث عندنا، فالقضية إذاً تحتاج إلى معالجة حكيمة وموازنة، ولا تترك للهواة وأصحاب الرؤى الضيقة والمصالح الخاصة، إنما يجب أن تودع بين أيدي متخصصين ومراكز بحث تقدم لها الحلول العملية حتى لا يظلمنا الوافدون ولا نظلمهم، والله ثم الوطن من وراء القصد.آخر الكلام:ما يشهده العراق في الأيام الأخيرة من مظاهرات تطالب بحقوق مشروعة وإفراط في استخدام القوة من قبل الأجهزة الأمنية وتدخل دول إقليمية تعمل لحسابات طائفية يثير الحزن والقلق على مصير هذا البلد العربي الشقيق والجار، والذي أنهكته الحروب والانقسامات على مدار السنوات الماضية في ظل وجود حكومات فاشلة تعمل لحساب أجندات ضيقة، وتتهاون في سفك الدماء وتحقيق المطالب العادلة لفئات مقهورة وفقيرة من الشعب. كفاكم نهشاً في جسد العراق الذي ينزف من داخله على أيدي أبنائه وبتحريك وتمويل من قوى إقليمية لا تريد الخير لأحد إنما الهيمنة وزرع بذور الفتن بين الشعوب.