قرّت عين الكويت بعودة سمو الأمير من رحلته العلاجية، داعين لسموه بالصحة والعافية والعمر المديد، وقد عبّرت تلقائية الشعب الكويتي، في تجسيد معاني الولاء والوفاء، وفي ترجمة طبيعة، العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي تتجاوز البعد السياسي إلى الآفاق الاجتماعية والأخلاقية، عن نفسها من خلال الدعوات الصادقة لرمز البلاد منذ اللحظات الأولى لسماع نبأ العارض الصحي وطوال فترة الاستشفاء، وتوجّت من خلال مختلف أشكال التعبير عن الفرح والبهجة والشكر لله مع ورود أخبار رجوع سموه إلى أرض الكويت.هذه حقيقة الشعب الكويتي ومعدنه الذي حافظ على أصالته وتلألئه عبر قرون متعاقبة في المحافظة على عهده، وما تعنيه العلاقة بين أسرة الحكم متمثلة بشخص رمز البلاد وقائده وبين المواطنين، وهذا بحد ذاته الرد البليغ والحصن المنيع ضد المتصيدين بالماء العكر، ومن يتحينون الفرص لدق إسفين الفتنة بين مكونات هذه الأمة أو بينها وبين القيادة السياسية، ونخص بالذكر أصحاب القلوب المريضة والنفوس الجشعة وزمرة الفساد ممن يريدون التحصن خلف الترويج الزائف والتشكيك في الولاءات الوطنية للتستر على فضائحهم، أو خوفاً من فقدان مواقع نفوذهم القائمة على الغش والتطاول على المال العام، واللاهين خلف مصالحهم الشخصية والآنية.
نعم ننتقد الحكومة وندعو إلى تضييق الخناق عليها بيدي الرقابة والمحاسبة وتفعيل الأدوات الكفيلة بمحاسبة أي مسؤول مهما علا منصبه في إطار الدستور الذي نصّب صاحب السمو الأمير رئيساً لسلطاته الثلاث، كما تم استثناؤه وحيداً من المساس وصون الذات الأميرية فقط.إن عودة سمو الأمير مشافىً معافىً فرصة ليس للابتهاج والفرح وإظهار علامات السرور فحسب، بل مناسبة مهمة لتنفس الصعداء وتأكيد اللحمة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية، كمدخل لمباشرة العمل وتكثيف الجهود لخطوات إصلاحية جادة، وتشخيص مكامن الخلل في سياسات الحكومة التي تركت إرثاً ثقيلاً من الترهل والانحدار وفق مختلف مؤشرات النجاح والتنمية مع ارتفاع اتجاهات الفساد وتراجع الحريات.ولعل ذلك أفضل هدية نقدمها لسمو الأمير بمناسبة عودته الميمونة بعد الدعاء له، لنقدم بين يديه بلداً جميلاً نحبه جميعاً بالتوازي مع حبنا لسموه، فتكون مفخرة مرتبطة باسمه وعهده، فحمداً لله على سلامة العودة يا صاحب السمو، ومتعك الله بالصحة وطول العمر!
مقالات - اضافات
دروس في الحب والوفاء!
18-10-2019