بالعربي المشرمح: كلنا فاسدون!
حقيقة يجهلها البعض أو يتجاهلها، فيلقي بها على من حوله، وهي فيه بأي حال من الأحوال، فالفساد لم يعد يقتصر على حكومة أو مجلس كما يتخيله الكثير منا أو يعتقده، بل هو درجات متفاوتة وفقاً لطبيعة الإنسان ومنصبه أو المسؤولية التي أوكل لها، فالوزير الفاسد أو القيادي الفاسد فساده أعظم وأشر من الموظف الفاسد، والاثنان تهمتهما الفساد، كما أن النائب الفاسد فساده أعظم وأشر من الناخب الفاسد، والاثنان ينظر إليهما من باب الإنصاف بالفساد.الفساد له عدة أشكال وألوان وطرق، وجميعها تصب في رافد الفساد، فالإنسان يحاول سلك أسهل الطرق وأسرعها للحصول على المال والسلطة دون أن ينظر إلى فسادها، الأمر الذي يجعل معظمنا فاسدين دون أن نعرف فسادنا، أو قد نعرف ونتجاهل ذلك الفساد.
فانتخابنا من أجل القبيلة أو الطائفة أو العائلة فساد، ومطالبنا للنائب بتعييننا في منصب قيادي دون وجه حق فساد، وتمرير معاملاتنا المخالفة للقانون واستثناؤها فساد، وتعطيل معاملات المواطنين في وظائفنا فساد، واستخراج طبيات دون مرض فساد، وغيرها من مظاهر الفساد الأخرى كالكذب والرياء والنفاق، حيث جميعها تصب في مستنقع الفساد بصورة أو بأخرى.يعني بالعربي المشرمح:كلنا فاسدون بطريقة أو بأخرى، فلا يمكن أن يكون الفساد بهذه الصورة دون أن يكون معظمنا قد شارك فيه بقصد أو بحسن نية، ولو تكاتفنا كمجموعات لمحاربة هذا الفساد لوجدنا أنفسنا في مواجهة بعضنا، حتى نملك القوة لمواجهة الفساد القيادي الذي نتحلطم منه، ونعتقد أنه فساد ظاهر لنا ونحن في حقيقة الأمر مشاركون فيه.